ينتقل آلاف الأميركيين في الفترة الأخيرة وتحديدا منذ 5 أعوام الى قطعة أرض، وسط غابة كبيرة مشجرة تبلغ مساحتها فدادين شمال أيداهو، ويسمونها "الحصن المنيع"وفق ماجاء في صحيفة واشنطن بوست الأميركية، وهم يتركون كل شيئ وراءهم في ولايات يحكمها اليساريون والأشخاص المعادون للحرية وللدستور ولا يشعرون فيها بالأمان بحسب تعبيرهم، وينتقلون الى قطعة الأرض في ولاية أيداهو تحسبا لوقوع انهيار اقتصادي شامل أو أية مصيبة أخرى، وهم يظنون ان "نهاية العالم الذي نعرفه"،اقتربت والخراب سينتشر في كل مكان.

ويعيش هؤلاء المهاجرين في منازل قريبة من بعضها البعض يصنعونها بأنفسهم، وهم جميعا يتشابهون في طريقة التفكير، ويمضون أوقاتهم بحلقات لدراسة الكتاب المقدَّس في ليالي الإثنين حول موقد النار، كما يتنزهون في الجبال ويصطادون السمك في قوارب، ويُذيبون الرصاص لصنع رصاصهم الخاص من أجل الصيد والرماية، أو الدفاع عن أنفسهم من اللصوص عند وقوع فاجعة نهاية العالم.

وينتمي المهاجرون بحسب الصحيفة الأميركية إلى "المعقل الأميركي للأعضاء الأكثر حماساً" في ما يُعرَف بحركة الاستعداديين، التي تدعو إلى الاستعداد والاعتماد على النفس في الكوارث البشرية أو الطبيعية التي قد تولِّد اضطراباً لسنوات، ويبني هؤلاء قلقهم على الأحداث الأخيرة حول العالم مثل الهجمات الإرهابية الأخيرة من باريس إلى سان برناندينو، ومن كاليفورنيا إلى أورلاندو، ومن الأوبئة مثل الإيبولا في غرب إفريقيا، والهجمات النووية المحتملة من الدول التي تزداد استفزازاً مثل كوريا الشمالية أو إيران، ومن الاستقطاب السياسي والاقتصادي والعرقي المتنامي في الولايات المتحدة الذي تعمَّق خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.