رأت صحيفة "عكاظ" السعودية ان "من يستمع إلى خطاب أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم القاعدة في سوريا الشهر الماضي في خطاب التحول المخادع من النصرة إلى فتح الشام، يرى أن الخطاب "ومدته ثلاث دقائق و50 ثانية" يخلو من كلمة ثورة أو مفردة سوريا، بينما حضرت المفردة الجهادية التقليدية "بلاد الشام – أهل الشام"، لافتة إلى ان "خطاب الجولاني بكل نسخة، سواء كانت القاعدية أو النسخة المستحدثة "فتح الشام"، لا تعني الشعب السوري الذي أعلن أن ثورته، ثورة الحرية والكرامة، كل ما يعنيه في الحالة السورية هو الحفاظ على "الجهاد الشامي" الذي لن يتوقف في سوريا وإنما قد يمتد إلى فلسطين. ولعل هذا هو الأخطر في الخطاب الإرهابي الكاذب إلى ما لانهاية، ذلك أنه يجاور إسرائيل في الجنوب السوري دون أن يطلق رصاصة واحدة".

وأوضحت ان "الثورة السورية تتوقف عند سقوط النظام وتحقيق سوريا الديمقراطية، بينما خطاب الجولاني ماض في إطار ما دعاه الجهاد الشامي، وفي التعريف الإسلامي العربي المعتمد فإن بلاد الشام تبدأ من أنطاكيا التركية إلى غزة، فإلى أين يريد أن يذهب الجولاني بالسوريين في صراعهم مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، معتبرة ان "الكارثة الأكبر في خطاب التحول المزعوم من النصرة إلى فتح الشام، استخدامه لعبارة الفتح وتسمية النسخة الجديدة من ​جبهة النصرة​ بـ"فتح الشام"، والفتح في القاموس الإسلامي، هو دخول أراضي الكفر ورفع راية التوحيد فوق ترابها، فهل نتعايش – نحن السوريين- مع من يعتبر أرض سوريا أرض كفر؟". ورأت انه "كان المطلوب أن يتغير الجولاني في عقيدته، أو بالأصح كما يقال في أدبيات الإسلام السياسي، أن يتجه للمراجعات الجهادية وليس فك الارتباط الوهمي، فالرجل لم ينفصل من الناحية العقدية الجهادية عن تنظيم القاعدة "الأم"، وإنما "نزل عند رغبة أهل الشام" بفك الارتباط التنظيمي مع القاعدة ولعل جملة الاستشهادات بزعماء التنظيم من أسامة بن لادن إلى أيمن الظواهري، كشفت الالتزام المعنوي والأدبي بأدبيات التنظيم الجهادية".

كما اعتبرت الصحيفة ان "أبرز المطبات التي وقع فيها الجولاني، قوله إن التنظيم لا يتبع لأي جهات خارجية، فيما استهل الخطاب بالشكر والثناء على أيمن الظواهري ونائبه أحمد حسن أبو الخير، كما أن هذا الانفصال عن القاعدة سبقه تمهيد بخطاب للظواهري لمح فيه إلى خطوة الجولاني؛ بمعنى أن المرجعية الجهادية للجولاني مازالت في أفغانستان، أو حيث يقيم الظواهري". وأضافت "إن صح هذا الانفصال عن القاعدة، فلا هروب من حالة اشتباك داخلي – داخلي في تنظيم جبهة النصرة، ذلك أن الانفصال من شأنه من الناحية العملية تعطيل القوى الجهادية الخارجية، وفقا لما قاله الجولاني من أن تنظيم فتح الشام غير مرتبط بجهات خارجية. الكل يراقب اليوم التالي في هذا الخطاب، فهو ميزان الخطاب والفعل".