استبعد الوزير السابق ​غابي ليون​ أن تكون العبوة الناسفة التي انفجرت يوم أمس في ​مدينة زحلة​ تستهدف أمن المدينة، معتبرا ان شكل العملية وحجم العبوة كما الموقع الذي وضعت فيه، كلها عوامل تؤدي لاستبعاد فرضية استهداف زحلة في الموسم السياحي الحالي، وهو ما تُجمع عليه الأغلبية في المنطقة. واذ اشار الى انّها ليست الحادثة الأولى من هذا النوع في المنطقة، ذكّر بأكثر من عبوة تم اكتشافها او انفجرت في الاشهر والسنوات الماضية بعدما تم وضعها على حافة الطرق.

وشدّد ليون في حديث لـ"النشرة" على ان المعركة التي يخوضها اليوم "التيار الوطني الحر" معركة وجود، مستبعدا ردا على سؤال أن يكون رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتوجه للتيار بدعوته الى "الكف عن الدلع السياسي". وقال: "نحن لا نعتبر اننا المقصودون بهذا الحديث، فما نقوم به أبعد ما يكون عن الدلع"، وأضاف: "ما نسعى اليه تحقيق الميثاقية وتأمين الشراكة الحقيقية، وهي عملية كبيرة تستهدف مرضًا خطيرًا متفشيًا بجسم الوطن ويهدد وجوده".

لا سقف لتحركاتنا

وأشار ليون الى ان المطالبة بتراجع مجلس الوزراء عن القرارات التي اتخذها في الجلسة الأخيرة التي عُقدت بغياب وزراء التيار، "ليست موضوع عناد سياسي، بل دفع باتجاه الالتزام بنصوص الدستور... وطالما اتفقنا على ان صلاحيات رئيس الجمهورية بغيابه، مناطة بمجلس الوزراء مجتمعًا، وفي حال رفض احد المكونات أو مكونين قرارًا معيّنًا يتم وضعه جانبًا، فذلك يعني ان كل ما أُقر في الجلسة الاخيرة غير دستوري ويتوجب التراجع عنه باعتبار اننا والطاشناق قاطعنا الجلسة، فضلاً عن تعليق وزراء حزب الكتائب حضور الجلسات".

ورداً على سؤال، قال ليون: "هم لا يستطيعون ان يتمادوا في هذا الموضوع ويذهبوا بعيدًا فيه... نحن لن نسمح بأن يستسهلوا التعاطي مع المسيحيين بخفة ونحذر من الاستمرار بهذه السياسة". واذ أكّد ان لا سقف لتحركاتهم، أضاف: "لن نتساهل بعد اليوم بموضوع يطال وجودنا، فالرأي العام المسيحي محقون أكثر من أي وقت مضى".

تحطيم معنويات

واستهجن ليون الحديث عن "استحالة باتمام التعيينات الأمنية وأبرزها تعيين قائد جديد للجيش"، مشددا على ان التمديد لرؤساء الاجهزة الذي تم وسوف يتم، يندرج باطار "الارتكابات المخالفة للدستور والقانون والتي يتوجب التراجع عنها". ورأى ان ما حصل في الجلسة ما قبل الاخيرة لمجلس الوزراء حين طرح وزير الدفاع أسماء 3 ضباط ولم يصوّت لأي منهم، انما هو "مسرحية هزلية لا بل مهزلة حقيقية".

واستغرب ليون "اعتمادهم بموضوع التمديد على قانون الدفاع الذي يتناول شروط تأجيل تسريح ضابط ميداني وليس قائد المؤسسة العسكرية"، مشددا على ان "اختزال صلاحية الحكومة بوزير واحد وفي موضوع وموقع بهذا الحجم انما يضع قيادة الجيش ككل تحت رحمة هذا الوزير، وهذا موضوع لا يمكن السكوت عليه".

وشدّد ليون على عدم امكانية وجود فراغ بقيادة الجيش، لافتا الى انّهم يستخدمون فزاعة غير موجودة أصلا، متسائلا: "عند انتخاب ​ميشال سليمان​ رئيسا للبلاد، هل حصل فراغ في قيادة الجيش؟" وأضاف: "فليختاروا الضابط الاكفأ وليكفوا عن تحطيم معنويات الضباط".

وردا على سؤال عن موقف حزب الله من موضوع التمديد، قال ليون: "نحن نتفهم أن الحزب يتعاطى بحساسية قصوى مع اي امكانية للتصادم السياسي بين السنة والشيعة، وبالتالي هو يسير بين النقاط ولا يريد أن يكون رأس حربة كي لا يزيد الانفعال المذهبي القائم في المنطقة". واضاف: "هم يتفهمون موقفنا ويعطوننا الحق لكن لديهم محاذير بموضوع زيادة الاحتقان بالشارع الاسلامي".

سخرية القدر

وتطرق ليون لموضوع رئاسة الجمهورية، مشددا على ان "الرئيس المستحق موجود ومعروف"، وقال: "نحن لن نرضى برئيس موظف، ومفهوم الديمقراطية يقول بأن الأول هو الاولى بالمعروف".

واذ شدّد على ان عدم نزولهم الى البرلمان لتأمين النصاب، "حق وواجب" لهم لتحقيق الميثاقية، استهجن ما أدلت به وزيرة المهجرين ​أليس شبطيني​ أخيرا حين تحدثت عن "الكمية والنوعية". وقال: "من سخرية القدر ان 3 وزراء وافقنا ان يسميهم الرئيس سليمان باتوا يهاجمون التيار بل يتحدثون عن كمية ونوعية وكلنا يعلم اي حالة تمثيلية لهم!"

وختم ليون قائلاً: "للاسف ان ما نتعرض له اليوم من تهميش يشبه الى حد كبير ما كنا نتعرض له خلال الاحتلال السوري قبل العام 2005، بحيث يُفرض علينا اشخاص لا يمثلون شيئا في طوائفهم".