أكد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ​غسان مخيبر​ ضرورة وضع حل سريع لأزمات ​النفايات​، مشيراً إلى أن المشكلة تعود إلى سنوات، وهي تتمثل بفساد وسوء إدارة أدى إلى إستمرار تحكم شركة "سوكلين" برقاب كل اللبنانيين في بيروت والقسم الأكبر من جبل لبنان.

وشدد النائب مخيبر، في حديث لـ"النشرة"، على ضرورة توفير حل منطقي، ناجع، بيئي وإقتصادي على أساس اللامركزية، من خلال تقديم الإمكانات اللازمة إلى البلديات وإتحادات البلديات في كل قضاء، من أجل الوصول إلى إدارة مستدامة لا مركزية متفقة مع مبادئ حسن الادارة البيئة للنفايات، منتقدا الإستمرار في مركزية القرار والإدارة من خلال تلزيمات الحكومة، من دون الإهتمام بتنظيم الإدارة المركزية، معتبراً أن مكب برج حمود ظاهرة مرضية لحلول لم نجترحها وتركناها تهترئ كالنفايات.

وكشف عضو تكتل "التغيير والإصلاح" أنه عمل على عقد إجتماع ل​نواب المتن​، لافتاً إلى أن الأغلبية وافقت لكن البعض لم يقبل، مشيراً إلى أننا "كنا نرى أن المشكلة قادمة لا محالة، وهي الآن قائمة، في حين ان البلديات أو الإتحادات ليست جاهزة"، قائلاً: "من هنا صعوبة القرار المطروح المتمثل بإدارة مرحلية تنقلنا مما نحن فيه إلى الادارة المستدامة اللامركزية".

لا مركزية في النفايات

ورأى النائب مخيبر أن الحل الوحيد المطروح قائم على المعادلة التالية: جمع النفايات وفرزها من المصدر، وإدارتها إدارة مستدامة بكل قضاء على أساس اللامركزية وفق خطة استراتيجية فنية لكل قضاء، تضع وتواكب تنفيذها لجنة تضم جميع المعنيين بكل قضاء، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تأسيسها خلال إجتماع ​لجنة المال والموازنة​ الأخير وسميت "هيئة التنسيق والرقابة"، ومهماتها: تطوير الخطة الإستراتيجية واعتمادها، تنسيق العمل بين مختلف الجهات المركزية واللامركزية ومختلف القوى السياسية في كل قضاء، الاشراف على حسن تنفيذ الخطة وعلى حسن تنفيذ أي خطة مرحلية طارئة، العمل على تقليص هذا الوقت الطارئ الانتقالي إلى أقصى حد ممكن.

ولفت النائب مخيبر إلى أنه تم الإتفاق في الإجتماع على أن هذا الوقت يكون أقل بكثير من 4 سنوات، التي أقرتها الحكومة بقرارها، وأن لا يتجاوز السنة، أي أن تكون الخطة اللامركزية جاهزة خلال سنة فقط، موضحاً أنه خلال هذه السنة وفي السنوات التالية يتوقع أن تتقلص كميات النفيات التي سوف تذهب إلى الطمر أو المعالجة بتقنيات التفكك الحراري لإنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك بفعل تطوير الخطة لجهة الفرز من المصدر والتدوير والتسبيخ وإعادة الاستعمال.

البلديات غير جاهزة

وكشف النائب مخيبر أن الصعوبة تكمن في تأمين البلديات والإتحادات العقارات الضرورية لإنشاء المصانع المتعلقة بالفرز والمعالجة، وهي لم تفعل حتى اليوم إلا بأماكن قليلة جداً، لكن الصعوبة الأكبر تكمن في المرحلة الإنتقالية، يحث يُصر كل من حزب "الطاشناق"، ومعه كامل منطقة برج حمود، على مطلب معالجة جبل النفايات، القابع على صدر المتنيين جميعاً بشكل عام وأهالي برج حمود بشكل خاص، وهو ما يزال يشوه المنطقة ويلوث البحر، معتبراً أن "من فضائل قرار الحكومة الأخير الذي يجب التمسك به هو تأمين التمويل والتنفيذ اللازم لمعالجة هذا الجبل".

وأشار إلى أن الإختلاف يبقى على الحاجة الأخرى لجميع أهالي المتن، الذين باتوا يطالبون برفع النفايات المتراكمة في الشوارع، وهو المطلب الأول، "فأين تؤخذ ومطمر الناعمة أقفل نهائياً ولا مطمر صحي سوى ذلك المخطط لانشائه في برج حمود والجديدة؟"

خطة طارئة

إنطلاقاً من ذلك، رأى النائب مخيبر أنه على "الكتائب" و"الطاشناق" وسائر القوى السياسية وأهالي المتن العمل على: البدء جدياً بالعمل على الادارة المستدامة للنفايات، قبول خطة طارئة، لا تتجاوز السنة، تُشَدَد فيها الرقابة على تنفيذها، لا سيما لجهة الفرز الصحيح للحد الأقصى قبل الطمر، معالجة عصارة النفايات معالجة سليمة في المحطات المتوقعة لها بشكل لا يلوث جوف البحر، معالجة بيئية صحيحة للبيوغاز المتوقع بشكل تُزالُ معه الروائج بأقصى الحدود الممكنة وتلوث الهواء، مؤكداً التوافق على هذا الأمر خلال إجتماع لجنة المال والموازنة الأخير، حيث تمت صياغته بشكل واضح في مسودة إقتراح الاستراتيجية الخاصة بإدارة النفايات، التي وزعها وتستمر الإتصالات بشكل ثنائي وتتكثف للإسراع في ابرام الإتفاق على المرحلة الثانية.

وشدد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" أنه "بفعل الفساد القديم والمستدام، والتي ما زالت تلوح بأفقه مصالح شركة النفط وتخزينه بالمنطقة المعترضة، وكذلك التمادي بسوء الادارة الذي بات يضعنا جميعاً في مأزق الخيار لا بين السيء والأحسن إنما بين السيء والكارثي"، معتبراً أن "التحدي اليوم سيكون متوقفاً على عكس هذه الصورة بالكامل، أي البدء بمكافحة الفساد جدياً عبر قطع دابر المصالح الخاصة وتقديم المصلحة العامة على أي مصلحة أخرى، وتطوير إدارة سليمة لا مركزية على أساس الهيئة المذكورة، والتحلي بالجرأة وبالواقعية لحماية المتن وكسروان من الكارثة التي حلت بهما".