كما غيرها من زوجات السياسيين في لبنان، ممّن اخترن العمل الاجتماعي وإقامة المهرجانات، قرّرت زوجة وزير العدل المستقيل ​أشرف ريفي​، سليمى ريفي، انشاء "​جمعية طرابلس حياة​" لإقامة "​مهرجانات طرابلس الدولية​ 2016"، وبالفعل أعدّت العدة وستقام المهرجانات في أيلول على مدى ليال ثلاث في 12، 14 و16 أيلول، ويحييها على التوالي راغب علامة، عاصي الحلاني وكاظم الساهر.

وبحسب السيدة ريفي، يعود ريع الحفلات الى "مكافحة ظاهرة التسرب المدرسي في المدينة، بهدف نشر التعليم واعطاء الاولاد حقهم الطبيعي في التحصيل العلمي"، وهي بذلك تكون قد نظمت الحدث الذي كان سابقا من تنظيم جمعية "طرابلس السياحية" ورئيستها ​وفاء الشعراني​. من هذه النقطة بدأت تنتشر في الساعات الماضية في المدينة الشمالية، أخبار أن خلافا قد وقع بين السيدة ريفي ورئيسة جمعية "طرابلس السياحية" وفاء الشعراني، حول "إسم" مهرجانات طرابلس الدولية بوصفه ملكا مسجلا للجمعية الاولى. فما مدى صحة هذا الخلاف؟ وهل يوثر على المهرجانات؟

لا تخفي الشعراني امتعاض بعض أعضاء جمعية "طرابلس السياحية" من استخدام "الإسم"، مؤكدة بالوقت نفسه في حديث لـ"النشرة"، ان أغلب الاعضاء يعتبرون ان الهدف من المهرجانات هو نشر الفرح، وبالتالي لا يقبلون على الاطلاق الدخول في دعاوى قضائية مع أحد. وتلفت إلى أنّ "طرابلس هي مدينة الاصالة والعراقة التي تستطيع حمل كل المهرجانات"، مشيرة الى ان اهل المدينة يحاولون إخراجها من التهميش وهذا هو الهم الأساسي لديهم. وتقول: "نحن نحاول القول للناس في كل لبنان أنه قد آن الاوان لبحث مفهوم المهرجانات من مدخل مغاير لأجل التطوير، ولكن هذا لا يعني اننا سندخل بنزاعات قضائية مع أحد".

ومما قيل أيضا في المدينة نقلا عن مصادر أن خلافات بلدية قد ظهرت بين الاعضاء على خلفية تمويل المهرجانات، فمنهم من اعتبر انه لا داعي لتمويل جمعيات جديدة لإقامة المهرجانات ومنهم من رأى ان التمويل يجب ان يبقى كما كان سابقا لجمعية "طرابلس السياحية". وتشير المصادر الى ان البعض في المدينة يضغط لناحية إلغاء المهرجانات من أساسها كونها تنشر الغناء والرقص. إلا أنّ رئيسة "جمعية طرابلس حياة" سليمى ريفي تكشف، في حديث لـ"النشرة"، أن الجمعية لا تعتمد على المجلس البلدي في عملية تمويل المهرجانات، مشيرة الى انها تبحث عن التمويل عبر "الرعاة". وتقول ريفي: "في كل المناطق تقدم البلديات الدعم للمهرجانات لتشجيع السياحة، ولكن إن كان في بلدية طرابلس من يأخذ الامور بالاتجاه السياسي فهذا شأنه، وكلنا نعلم ان البعض ينتقد بشكل موضوعي والبعض الاخر ينتقد فقط لإفشالنا".

ثلاث حفلات ستقام في معرض رشيد كرامي الدولي، وسيحييها حسب أحد الطرابلسيين "فنانون من مذهب معين"، وهذا الأمر استدعى ردا من ريفي عبر "النشرة"، حيث تؤكد أن الفنان لا يقاس بدينه بل بفنه، مشيرة الى ان الفنانين الثلاثة الذين سيحيون المهرجانات هم من الأفضل. وتسأل ريفي: "هل في كل المناطق التي تحصل فيها مهرجانات يتم انتقاء الفنانين حسب دينهم؟" وتضيف: "نعيش في مدينة التعايش وللمسيحي حق على هذه المدينة كما المسلم ونحن مسؤولون عن إخراج طرابلس من الصورة المتشددة التي رسموها لها"، كاشفة ان الشركات التي ستعمل في التحضير للمهرجانات طرابلسية.

زارت سليمى ريفي جمعية "طرابلس السياحية" ودعتهم لحضور المهرجانات، لتكون الزيارة بمثابة رسالة لمن يريد إشعال الخلافات بين الجمعيتين. وإذا كانت الإشاعات كثيرة، فإنّ السؤال يبقى عن الخواتيم المرتقبة، فهل تكون المهرجانات لصالح المدينة والسياحة فيها، ام يتدخّل طابورٌ ما لوضع العصيّ في دواليبها في اللحظة الأخيرة؟