وسط ظروف اقتصادية وأمنية بالغة الصعوبة، يطلّ ​عيد الأضحى​ المبارك في 12 أيلول الجاري على منطقة النبطية التي تؤثر في محيطها اللبناني وتتأثر به، بتصبح معها مقولة "بأيّ حالٍ عدت يا عيد" على كلّ شفة ولسان في المدينة الجنوبية.

فعلى الصعيد الأمني، وإن كان الوضع مستقراً نوعاً ما، إلا أنّ الحذر يبقى واجباً، وهو ما تقوم به مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، التي تبقى عيونها مفتوحةً لمنع تسلل او نفاذ اي ارهابي الى المنطقة التي ما زالت تقدم الاضاحي والشهداء في مواجهة الارهاب التكفيري، وتخوفا من الخلايا النائمة في صفوف النازحين السوريين، خصوصًا بعدما تمكنت مخابرات الجيش في النبطية من توقيف اثنين في كفررمان اعترفا بالانتماء لتنظيم "داعش" والتواصل مع مسؤولين فيه خارج الاراضي اللبنانية.

وفي وقتٍ اتخذت معظم الفعاليات النيابية والسياسية والحزبية في النبطية ومنطقتها قراراً بعدم استقبال المهنئين بالعيد نظراً للأوضاع الصعبة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، وحدادا على ابناء المنطقة الذين يسقطون في سوريا ويشيعون تباعا، فإنّ إحياء العيد سيقتصر على الصلاة في الجوامع وسط اجراءات امنية خاصة للقوى الامنية والعسكرية. وعلمت "النشرة" في هذا السياق من مصدر امني ان خطة عيد الاضحى هي لحماية المساجد يوم العيد ومراقبة التجمعات للنازحين السوريين تخوفا من خلايا نائمة او اي عمل مدسوس وحماية المؤسسات التجارية والاقتصادية الكبرى والمراكز الثقافية العربية والاجنبية والمدارس والارساليات الاجنبية وتسيير دوريات في المدن الكبرى من صيدا الى النبطية وصور ومرجعيون وبنت جبيل ليلا.

لكنّ هذه الخطة الأمنية لن تقترص على يوم العيد، حيث أنّها بدأت في الساعات الماضية في ظل قرار جمعية تجار محافظة النبطية بفتح الاسواق في المدينة خلال الليل والى ما بعد منتصف الليل افساحا في المجال امام اصحاب المؤسسات والتجار للبيع في ظل حركة الركود الاقتصادي التي تشهدها الاسواق. وفي هذا السياق، أوضح رئيس جمعية تجار محافظة النبطية المهندس ​جهاد فايز جابر​ لـ"النشرة" أنّ الجمعية قرّرت فتح المؤسسات والمحلات التجارية في النبطية أبوابها طيلة أيام هذا الأسبوع وتمديد دوام العمل فيها حتى ساعات الليل، على أن تقفل المؤسسات والمحلات التجارية اول وثاني أيام العيد، لافتاً إلى أنّها ستخصص هذه المناسبة بحسومات وتخفيض اسعار تصل الى 50 بالمئة للمساهمة مع المواطنين في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان بأسره، خصوصاً أنّ الظروف الاقتصادية والأمنية دقيقة ومعقدة، ولا سيولة بأيدي المواطنين.

"النشرة" جالت على السوق التجاري في النبطية، حيث تنتشر البضائع والسلع والثياب والاحذية في اسواق شعبية على جوانب الطرق وفي الساحة العامة قرب الحسينية، ويقبل المواطنون على شراء الثياب وحاجيات العيد "لان العين بصيرة واليد قصيرة"، على حدّ تعبير المواطنة علية شكر، التي أكدت لـ"النشرة" أنّها اشترت لأولادها ما تستطيعه، من أجل عدم حرمانهم من بهجة العيد، لافتةً إلى أنّ الوضع صعب، خصوصاً أنّ زوجها عامل بناء، لا يقبض إلا قوت يومه. أما حياة شعيب التي كانت تجول في السوق، فأوضحت لـ"النشرة" أنّها تبحث عن "الأرخص"، مشيرة إلى أنّ زوجها معلم مدرسة، "وراتبه لا يكاد يكفينا في الشهر"، وتضيف: "العيد ليس لنا، إنما للميسورين، ونحن من الطبقة الضعيفة والمعدمة". ولا يختلف كثيرًا وضع حنان عليق، التي أشارت في دردشة مع "النشرة" إلى أنّها وزوجها موظفان في القطاع الخاص، "ولكنّ راتبينا مجموعين لا يصلان إلى 5 ملايين ليرة، في حين أن المصاريف كبيرة، ونحن على أبواب عام دراسي جديدة".

هي الاعياد تأتي وتذهب، ومعها تدور عجلة الحياة، لكنّ العجلة الاقتصادية ما زالت تراوح مكانها، والمداخيل قليلة والمتطلبات كثيرة في وطن ما زال جامدًا وثابتًا على عقارب الساعة منذ سنتين، فلا انتخاب لرئيس جمهورية ولا تقدم في الحياة السياسية، وكلّ ذلك ينعكس سلبًا على الاقتصاد وعلى حياة الناس في التقدم والنمو والازدهار.