بتاريخ الخامس من أيلول 2016 وصل الى ​بلدية بيروت​ كتاب موقع من المحافظ ​زياد شبيب​ عدد 19318 يطلب فيه إعداد ما يلزم لإعادة فتح ​مسلخ بيروت​ لمدة أربعة أيام بمناسبة ​عيد الأضحى​، وبنتيجته طلب المحافظ من البلدية صرف مبلغ قيمته أربعين مليون ليرة، عشرين منهم لعمال التنظيفات والبقية لمعالجة البقايا الذبحية. هذا الخبر لم يمرّ مرور الكرام على غالبيّة أعضاء المجلس البلدي الذين انتظروا رداً على سؤالهم، والمرتكز على وضع المسلخ الحالي، فعلى أي أساس إتخذ المحافظ هذا القرار خصوصاً وأن النفايات ترمى اليوم في منطقة الكرنتينا مقابل المسلخ؟!

بحسب مصادر متابعة، فقد عقدت بتاريخ السادس من أيلول جلسة للمجلس البلدي لتدارس هذا الموضوع، "إلا أنّ الجدل الكبير والإختلاف حوله أدّيا الى إرجاء الجلسة لليوم التالي". وتوضح المصادر أنّ "الفريق المعترض داخل الجلسة رفض تحويل الأموال كون هذا الأمر يعتبر موافقة على إعادة فتح المسلخ الذي لم يُعرف وضعه بعد". وتشرح المصادر أنه "وفي اليوم التالي ولحسم الخلاف تمّ التصويت على القضية، فصوّت عشرة أعضاء ضّد تحويل الأموال لفتح المسلخ عشوائياً وهم ايلي يحشوشي (قوات)، راغب حداد (مقرب من القوات)، سليمان جابر (تيار)، جوزيف طرابلسي (تيار)، كابريال فرنيني (مقرب من وزير السياحة ميشال فرعون)، هاغوب ترازيان (طاشناق)، جوزيف روفايل (كتائب)، طوني سرياني (مقرب من فرعون)، عماد بيضون (مقرب من حزب الله)، صاهاك كيشيشيان (طاشناق) فيما وافق باقي الاعضاء فمرّ الموضوع"، وتساءلت المصادر في نفس الوقت "لماذا يصرّ المحافظ على فتح المسلخ لمدّة أربعة أيام قد تمتد الى أكثر من ذلك إذا كانت بلدية بيروت قد اشترت أرضًا في منطقة الشويفات (منطقة المسلخ) بقيمة 43 مليون دولار للغاية نفسها ولم تستعملها بعد؟!"

"النشرة" حاولت الاتصال بمحافظ بيروت زياد شبيب للإستفسار منه حول الاسباب التي استند اليها لإتخاذ هذا القرار، وكذلك برئيس بلدية بيروت ​جمال عيتاني​ للإستيضاح منه حول إعتماده التصويت بالأكثرية لصرف الأموال، رغم أنه أرسل كتاباً الى المحافظ يسأله عن وضع المسلخ ولم تتم إجابته عليه بعد، ولكنها لم تلقَ جوابا منهما.

لم ينسَ بعد المواطنون مشهد الجرذان النافقة في محيط المسلخ ولا بقايا اللحوم غير الصالحة ليضاف اليها اليوم سموم النفايات على ضفاف نهر بيروت مقابل المسلخ مباشرة. هذه الأمور تدفع الى التساؤل: "لماذا لم يتدارك المحافظ موعد عيد الاضحى وطلب التعاقد مع مسالخ بمواصفات خاصة، ولماذا هذا التوقيت بالذات؟!"