على وقع ازمة لبنانية مفتوحة تصل مداها الى الميثاقيّة ومصير الحكومة، دخلت ​مدينة صيدا​ عطلة عيد الاضحى المبارك امتدادا لعطلة نهاية الاسبوع، في مشهد مغاير لا يخلو من القلق على مجمل الوضع العام ولكنه مرتاح للاستقرار الامني والتنسيق اللبناني الفلسطيني الذي يشكل مظلة حماية لمنع أيّ توتير، فيما بلغت الحركة التجارية والاقتصادية ذروتها في اليومين الماضيين وشهدت اسواق المدينة حركة ناشطة رغم ان شهر ايلول حمل معه المزيد من الاعباء للمواطنين وخاصة اصحاب الدخل المحدود والفقراء مع بدء العام الدراسي وتكاليف الرسوم والقرطاسية وسواهما من المتطلبات الحياتية.

في المشهد السياسي، أعلنت القوى الصيداوية وفاعليات المدينة عن تقبل التهاني بالمناسبة، في ظاهرة ما زالت تحافظ عليها منذ عقود، تدلّ على الترابط الاجتماعي وعلى دور روابط العائلات بالتآخي والتلاقي رغم الاختلاف والخلاف السياسي، فيما سيؤدي مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة العيد في مسجد "البهاء" وهو اكد في رسالة العيد أن صيدا ستبقى على ثوابتها الايمانية والوطنية متمسكة بهويتها العربية في نبذ كل فتنة طائفية او مذهبية متمسكة بوحدتها الوطنية والعيش المشترك والوفاق الوطني ومشروع الدولة.

في المشهد الاقتصادي، شهدت اسواق المدينة حركة ناشطة، ولوحظ ان ثمة اقبال على محال الحلوى لشراء احتياجات العيد، اضافة الى محال الالعاب والثياب، وقد شجع على ذلك قرار جمعية تجار صيدا وضواحيها على الطلب من التجار واصحاب المؤسسات اجراء حسومات وتنزيلات وتخفيضات على كافة المنتوجات شعورا بالمسؤولية مع المواطنين وقد شجع على ذلك قرار جمعية تجار صيدا وضواحيها على الطلب من التجار واصحاب المؤسسات اجراء حسومات وتنزيلات وتخفيضات على كافة المنتوجات شعورا بالمسؤولية مع المواطنين في هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان بأسره، من جهة، وعلى تمديد فتح المؤسسات والمحلات التجارية أبوابها ولغاية ليلة العيد، على أن تقفل المؤسسات والمحلات التجارية اول وثاني أيام ​عيد الأضحى​ المبارك.

ووصف رئيس الجمعية ​علي الشريف​، "الوضع الإقتصادي الذي تعاني منه كافة المؤسسات التجارية والصناعية والزراعية بانه "ينذر بمخاطر كبيرة وإفلاسات لشريحة كبرى من المؤسسات ما ينعكس سلبا على كافة شرائح المجتمع"، معتبرا "ان تحسين الوضع الداخلي على كافة الصعد وتقوية مؤسسات الدولة يستوجب التوصل لإنتخاب رئيس للجمهورية" و"ان على الحكومة ومجلس النواب وكافة مؤسسات الدولة العمل على كل ما من شأنه تحسين الوضع الإقتصادي والإجتماعي والتوافق السياسي الذي يؤثر على معيشة المواطنين"، مناشدا كافة المعنيين من سياسيين وأحزاب "العمل الجدي والفعال لإنقاذ الوطن والمواطنين من كافة ما يحيط بهم من منظمات إرهابية تشكل خطراً كبيراً على لبنان واللبنانيين وكافة المواطنين "لأن يكونوا صفاً واحداً في مساندة ودعم المؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش اللبناني والقوى الأمنية كافةً من أجل تجنيب الوطن من مخاطر هو بالغنى عنها".

وبين المشهدين، انتشر على مقربة من جبّانة صيدا القديمة باعة "الريحان" حيث يقوم المواطنون بشراء حزم منها لوضعها على قبور الموتى اثناء زيارتهم كهدية حب ووفاء، مقابل انتشار بعض الرعاة بعدد من قطعان الخراف على جنبات الطرق والمستديرات الرئيسية في المدينة التي يقبل المواطنون على شرائها كأضحية للمناسبة وتقرّبا الى الله وتيمنا بسنّة خليل الله ابراهيم.