لفت أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية ​الشيخ أمين الكردي​ الى أن "الشر يبدأ بنقطة وينتشر ولكن بعد ذلك يتلاشى، والخير كذلك ولكنه يبقى لأنه الحق والحق لا يقبل الزوال"، معربا عن أسفه لأن "أبناء هذا البلد لم يستثمروا تنوع ثقافاتهم فحولوها الى خصومات عطلت مصالح الناس وأثرت على الحياة السياسية والاجتماعية والصحية والبيئة، لأنهم حولوا الاختلاف الى خصومات".

وأكد الكردي خلال خطبة عيد الأضحى في مسجد محمد الأمين أن "التنوع يثري البلد ولكن ان تحولت الاختلافات الى خصومات، هذا ينعكس على كل الواقع لذلك نحن مدعوون الى دعوة التلاقي والرحمة وتجاوز الخلافات وكل الامور الشخصية للمصحلة العامة وحقوق الناس، ولمصلحة البيئة التي قصرنا في حقها ونحن مسؤولون عنها أمام الله، ويجب أن نحافظ عليها وأن ندفع ضررها هذا مسؤولية الانسان تجاه أرضه ووطنه"، مشيرا الى أن "يوم العيد هو يوم فرح وسرور يوم تتجلى فيه معاني المغفرة والتوبة".

ولفت الى أن "الله يريد من العيد أن يكون فرحا سعيدا ومطمئنا، منطق الايمان الذي جاء يه رسولنا والانبياء والمرسلون عنوان الرحمة والحب والامان، الله أرسل الانبياء والمرسلين من سيدنا أدم الى نوح وموسى وعيسى والى محمد وغيرهم من الانبياء يحملون رسالة الرحمة للبشرية ليحيى الانسان سعيدا أمنا"، مشيرا الى أن "مشكلة البشرية هي أمراض الكآبة وأمراض الصدر، عند الشعور بالامان، عندما نتظلل بالايمان والاعتقاد بالله واليوم الاخر يستطيع الانسان أن يحيى سعيدا مطمئنا".

وأكد أن "البشرية تحتاج الى الهدوء والرحمة، يحتاج الناس الى الشعور بالسلام الداخلي والطمأنينة لأننا أصبحنا في حياة أنغمس فيها الكثير بالحياة المادية وتركوا الاعتناء بإيمانهم وأرواحهم، فباتوا بلا معاني ولا أحاسيس ومنطق الايمان هو الذي يجعل الحياة طيبة نقية كقلوب أصحاب الايمان الصادق"، معتبرا أن "الانسانية اليوم سقطت في كثير من الأماكن وأخطأت في الكثير من المواقف، عندما نرى مشهد فلسطين والقدس الشريف التي ما زالت صورة الاحتلال فيها ومخالفة الاعراف والقوانين الانسانية، مشهد عنيف تتلاشى أمامه دعوات الحق عندما نرى الدماء النازفة في العراق وسوريا، والمحاباة للظالم على حسابات الشعوب المظلومة".

وأشار الكردي الى أن "الله جعل فينا التنوع والاختلاف بالثاقافات والتارخ والجذور، وان كنا نعود الى سيدنا آدم، إلا أن الله نوعنا ودعانا الى التعارف والتلاقي. هذا هو الاسلام دين الرحمة، يدعونا الى التلاقي مع الاخر وهذه الثقافة المتنوعة تزيد حضارة الانسان تلونا ورقيا، والنبي محمد جاء لتثبيت هذه المعاني في علاقات البشر"، مضيفا: "دعوتنا دعوة رحمة وخير وسلام، الكل سواء في منظومة الخير والقيم والعدلة الاجتماعية".

وسأل: "ماذا تفعل البشرية بنفسها اليوم؟"، داعيا الى "تسخير العلوم والثقافات والطاقات لسلامة الانسان، ولكن عندما يحل الطمع والجشع والمصالح التي تعود على الفرد تضيع المعاني لعظيمة"، لافتا الى أن "هذا موسم العيد، عيد الاضحى نرى فيه المشهد العظيم في كتاب الله الذي خلده القرآن مشهد الامتثال لله، لنسعى الى الخير ولو على حساب نمطية حياتنا، وأن نسعى لفعل الخير وننشر ثقافة حب الخير في مناهج التعليم واعلامنا".