أوضحت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون السكان واللاجئين والهجرة ​آن ريتشارد​ أن "قمة القادة حول اللاجئين التي ستعقد في الـ20 من الجاري في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ستجمع عددا من رؤساء الدول للقيام بعدد من الالتزامات حول 3 مواضيع أساسية: أولها زيادة التمويل للمؤسسات الانسانية، أما الثاني فيتعلق بموافقة عدد من الدول الأعضاء على زيادة أعداد اللاجئين السوريين على أراضيها أو توزيعهم عبر سبل قانونية، والثالث فيهم ​لبنان​ والدول المضيفة للاجئين لتوافق على تحسين السياسات لمساعدة اللاجئين، مثلا عبر زيادة أعداد الأطفال اللاجئين الذين يذهبون الى المدارس أو تأمين فرص عمل قانونية للراشدين".

ريتشارد وخلال لقاء اعلامي شاركت فيه مندوبة "النشرة" ​بيتونيا يونس​ وتم بثه عبر الانترنت شددت على أنه "معاً يمكننا أن نساعد اللاجئين على بناء حياتهم والعيش بكرامة"، مؤكدة أن "هدف القمّة ليس الطلب من لبنان إعادة توطين اللاجئين السوريين في لبنان. خصوصا أن ​الحكومة الاميركية​ تدعم عودتهم الى سوريا عندما تكون الظروف مناسبة أو ارسالهم الى بلد ثالث خارج لبنان".

وأوضحت ريتشارد لـ"النشرة" أنه "عندما نعلن عن عقد مؤتمرات لجمع التبرعات لدعم لبنان والدول المضيفة للاجئين السوريين، أموالنا تكون محضّرة مسبقا ليتم تقديمها"، مشيرة الى "أننا لا نقيم مؤتمرات ثم نتخلف عن المساعدة، بل أظن أن حكومات أخرى تقوم بذلك وهذه هي المشكلة الأساس".

وأشارت الى أنه "لذلك نحرص على قيام مؤتمرات لعدة أيام، حتى تكون مبادرات الحكومات واضحة حول مصدر المال ومتى سَيُسَلّم الى الدول المضيفة"، لافتة الى أن "الرئيس الأميركي باراك أوباما يركز على قضية اللاجئين ويحاول القيام ما بإستطاعه لهم وللدول المضيفة، ونحن نريد من باقي الحكومات أن تخطو خطوة الى الامام وأن تتعهد بإستمرار المبادرات بعد انتهاء ولاية أوباما الرئاسية".

الاستقرار مهمّ جدًّا

وشددت ريتشارد على أن "أكثرية اللاجئين ابرياء لذلك وجبت مساعدتهم وفي الوقت نفسه يجب أن نمنع استغلال قضية اللاجئين من قبل الارهابيين"، مشيرة الى أن "اللبنانيين يعيشون في منطقة خطرة والحكومة الاميركية تريد أن تساعد في الشقّين الأمني والانساني، عبر دعم المجتمعات الحاضنة للاجئين السوريين والتركيز على محاربة الارهاب وضبط التطرف الإرهابي".

واعتبرت أنه "من الخطأ منع اللاجئين من القدوم الى الولايات المتحدة. على المدى القصير هم يكلفوننا المال ولكن على المدى الطويل سيساعدوننا ويجعلون بلدنا أقوى بطاقاتهم، واستثمارهم لمواهبهم"، لافتة الى أن "هذا ما سيحصل للبنان، فهذا الموضوع له ايجابيات لكن المشكلة أن اللبنانيين لا يرون الآن إلا السلبيات".

وأكدت ريتشارد أن "الولايات المتحدة مهتمة بقوة المجتمع وأن يكون هناك حكومة قادرة على ادارة البلد في هذه الاوقات الصعبة"، مشيرة الى أن "الحكومة الأميركية تقدم المساعدات حسب الحاجات وليس على أساس أي اعتبار سياسي". موجهة الشكر الى "لبنان حكومة وشعبا لاستقبالهم للاجئين، خصوصا أنه يتحمل عبئا كبيرا. ونحن نقدر كرمهم ونفهم ضغط وجود مليون ونصف لاجئ على المجتمع اللبناني والمؤسسات العامة"، مؤكدة أن "الاستقرار في لبنان مهم جدا للحكومة الأميركية وهي ستدعم الحكومة والشعب اللبناني وتؤمن المساعدات لهم".

وشددت على أن حكومة بلادها "مهتمة بجميع اللاجئين أينما كانوا، ومهتمة بما يحصل في المنطقة المحيطة بلبنان، وأوباما يهتم بهذا الامر ووزير الخارجية الأميركي جون كيري يبذل جهدا كبيرا مع نظرائه من دول أخرى للوصول الى السلام في سوريا"، مؤكدة "أننا لا نملي على لبنان ما يفعله بل منخرطون في حوار للمساعدة قدر الامكان".

وكشفت أن "الولايات المتحدة هي أكبر متبرع بالمساعدات الانسانية للبنان فمند بداية الأزمة السورية، قدمنا 1.2 بليون دولار بالمجال الانساني للاجئين والمجتمعات المضيفة لهم"، معتبرة أن "الرسالة الأهم هي أننا نقف الى جانب لبنان ونحاول جاهدين للوصول الى السلام في سوريا لجعلها بلدا آمنا وعندما يحصل ذلك سنحاول احياء الاقتصاد السوري".

وتابعت: "لحين حصول ذلك نريد الوقوف الى جانبكم بإستقبال اللاجئين السوريين"، كاشفة أن بلادها "أخذت حوالي 17 ألف لاجئ سوري من بيروت"، مشددة على "أننا ندعم العودة حين تتوفر الشروط وتسمح الاوضاع، خصوصا أن الظرف الامني غير ثابت، والنظام السوري استهدف مدنيين".

وقف النار وضرب داعش!

من جهة أخرى، رأت ريتشارد أن "الحل الوحيد لانهاء أزمة اللاجئين هو بإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. ولذلك نبذل جهودا كبيرة للوصول الى حل دبلوماسي وسياسي لوقف القتال وخلق بيئة آمنة تسمح بالعودة الى بلدهم"، مشيرة الى أنهم "يحاولون دعم أنفسهم، وذلك أحد أسباب الهجرة الكبيرة الى ألمانيا والسويد، وهو بحثهم عن فرص عمل تمكنهم من ذلك وأن يكونوا شركاء في المجتمع. وكررّت أن "هذه هي رؤية اللاجئين السوريين في لبنان بالسماح لهم للمشاركة في المجتمع وعندما يحين الوقت يذهبون الى بلدهم".

وأوضحت أن "الاتفاق بين كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف يركز على حماية الناس داخل سوريا وايصال المساعدات لهم حتى لا يتحول السوريون في الداخل الى لاجئين"، معلنة أنه "اذا تحققت الهدنة وتوقف اطلاق النار لمدة 7 أيام سنعمل بالاتفاق مع روسيا على ضرب تنظيمي القاعدة وداعش".

وكشفت "أننا طلبنا من الدول الغنيّة استقبال عدد من اللاجئين وليس فقط دعمهم ماليا، لكننا لم نصرّ عليهم، وتركنا لها حرية أخذ القرار لطريقة ادخالهم"، مشيرة الى "أننا في الولايات المتحدة عندما نستقبل لاجئين يكون الامر نهائيا في حين أن دولا أخرى تعطيهم تأشيرات دخول مؤقتة".