أكد الشيخ ​خلدون عريمط​ في كلمة له خلال ندوة بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل السلام تحت عنوان:"متعطشون إلى السلام: ديانات وثقافات من أجل الحوار " في المركز الكاثوليكي للإعلام، ان "رسالة السلام والمحبة والرحمة بين الناس هي الاساس في كل الاديان الالهية التي انزلها الله لتصحيح مسيرة الحياة، لأن الانسان هو الغاية وهو الهدف من هذه الرسالة رسالة التوحيد، فالإنسان الذي اراده سبحانه وتعالى ليكون خليفة لله على هذه الارض ليبني فيها السلام ويعمرها بالخير".

وأوضح عريمط "ورسالة الاسلام السلام، سلام الانسان مع نفسه، وسلام الانسان مع خالقه، وسلام الانسان مع اخيه الانسان، وتحية المسلم هي السلام عليكم ، لأن الاسلام دعوة سلام ورحمة وتراحم ولان السلام في حياة المسلمين هو الاصل والحرب استثناء، والسلام حياة والحرب موت ، والله لم يخلق الناس ليتقاتلوا فيموتوا في حروبهم كما يحصل الان في الكثير من الدول والمجتمعات وخاصة في فلسطين وسوريا والعراق واليمن بفعل تدخلات الدول الاقليمية التي تحمل مشاريع لبسط نفوذها او الدول الكبرى العاملة على تقسيم وتقاسم ارضنا العربية، ارض الديانات وملتقى الانبياء والرسل."

وأشار الى أنه "ليس عجبا ان تتعطش البشرية الى السلام والحوار لمنع الحروب والقتل وسفك الدماء لأن الانسان هو المستهدف والناس هم ضحايا لعبة الامم وصناع القرار في الدول الكبرى المتسلطة على ثروات الشعوب وخيراتها حتى اتسعت الهوة بين دول الجنوب ودول الشمال، وزاد الفقر والعوز والبطالة والفساد في المجتمعات حتى تحولت المجتمع الى مجتمع يأكل فيه الاقوياء حقوق الضعفاء ، وخاصة في وطننا العربي وعالمنا الاسلامي في هذا الشرق الذي ينزف دما ودموعا والالام منذ ما يزيد عن المئة عام، أي منذ وعد بلفور الذي كان المؤشر الاول لسفك الدماء على ارض فلسطين من قبل العصابات الصهيونية التي مارست القتل والتهجير في الارض المباركة في فلسطين، هذا النهج المتوحش هو الذي انتج الارهاب والارهاب المضاد".

ورأى عريمط "الإرهاب صناعة الدول الكبرى هي التي انبتت ورعت وسلحت ودعمت لكي تبرر لنفسها الحق في التدخل والهيمنة لنهب وسرقة ثروات الشعوب وخيراتها"، مؤكداً "اننا نعم نحن متعطشون للسلام، ومتعطشون للحوار بين اتباع الديانات والثقافات لسلامة الانسان وحقه في الحياة وليكون قولا فعلا مكرما وخليفة لله على هذا الارض التي اكرمها الله بالأنبياء والرسول وما جاء من كلام الله في صحف ابراهيم وما جاء في التوراة والانجيل وفي القران الكريم، وعندها يفرح الناس بالسلام في هذا الشرق الجريح وبين المجتمعات والشعوب ليستحق الانسان خلافته على ارض الله".