اعتبر نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي أن المعطيات المتاحة والمؤشرات الحالية تجعل إمكانية انتاج رئيس للجمهورية أمرًا قائمًا أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا بعدما باتت خيارات رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ تشير بصورة واضحة باتجاه رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، لافتا الى ان المسيرة انطلقت ولكنها تصبح فعلية وعملية بتاريخ اعلان الحريري بشكل رسمي الخيار الجديد لتيار "المستقبل" لأنّه عندها فقط تُحسم مواقف باقي الأطراف.

ورأى الفرزلي في حديث لـ"النشرة" انّه اذا سارت الأمور في الاتجاه السابق ذكره، قد يكون العماد عون رئيسا حتى قبل نهاية الشهر الحالي.

وردا على سؤال عما يُحكى عن أن فرقاء آخرين في قوى 8 آذار هم من يرفضون انتخاب العماد عون رئيسا، قال الفرزلي: "يتم تداول كلام وأجواء من هذا النوع، لكن الحسابات الفعلية والعنلية تبدأ بتاريخ صدور موقف علني ورسمي عن الحريري الذي لا يزال فريقه السياسي يؤكد أنّهم وسعوا مروحة الخيارات، وهذا برأينا أمر جيد ونثمنه، لكن لا قرار نهائي بانتظار انتهاء الجولة الخارحية لرئيس تيار المستقبل على ما يبدو".

السعودية غير معارضة

وتطرق الفرزلي لموقف المملكة العربية السعودية من التطورات الأخيرة ومن حركة الحريري، لافتا الى أنّه جرت العادة ان تواكب الرياض رئيس الوزراء السني بكل كبيرة وصغيرة حتى انّها كانت تتحول طرفا مفاوضا في بعض الملفات، كحين تدخل الملك لحل عقدة وزارة الموارد المائية والكهربائية بمرحلة معينة، وقال: "أما اليوم، فالمملكة لا تستطيع أن تواكب حركة الحريري وما يترتب عن رئاسته للحكومة باعتبار انّه سيسعى للانفتاح على كل الفرقاء لضمان استقرار البلد، ومن ضمنهم لا شك حزب الله الذي تضعه الرياض على لائحة الارهاب".

وأضاف الفرزلي: "لذلك لا تسعى المملكة لتكون بالواجهة وتنأى بنفسها عن الحركة الحاصلة على صعيد رئاستي الجمهورية والحكومة، فاذا وُفق الحريري بمسعاه يكون ابنهم سعد رئيسا للوزراء، علما ان الرياض تتعاطى ايضا مع المعارضة السنية وتعتبر من فيها ايضا أبناءها الذين يتمايزون عن الحريري ما يؤدي لقيادتها الساحة السنية على قاعدة التوازن".

وأشار الفرزلي الى ان "السعودية غير معارضة لانتخاب العماد عون رئيسا وهو ما يؤكده أكثر من مُعطى وبخاصة العشاء الذي دعي اليه الجنرال في دارة السفير علي عواض عسيري وتمني الأخير علي شخصيا في مرحلة سابقة محاولة اتمام المصالحة بين العماد عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع".

فرصة لا يجوز تفويتها

وعن طرح السلة المكاملة، واشتراط رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاتفاق عليها قبل انتخاب رئيس للجمهورية، قال الفرزلي: "لا علاقة للعماد عون بهذه السلة خاصة انّه كان قد أيدها بوقت سابق من خلال تمسكه بالاتفاق على قانون جديد للانتخاب واعلان تجاوبه مع ما يتم الاتفاق عليه بخصوص الحكومة ومجلس النواب"، لافتا الى ان الاتفاق حول هذه السلة يجب ان يتم مع الحكومة الجديدة ورئاستها.

وختم الفرزلي قائلاً: "نظريًا التفاهم المسبق على ما تتضمنه هذه السلة يسهل مهمة الرئيس العتيد، ولكن ماذا لو لم يتم التفاهم السريع حول الملفات المطروحة؟ هل نفوت فرصة انتخاب رئيس؟"