فيما كان كثيرون يعوّلون على ​السلة المتكاملة​ التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري ويعتبرون أنها المخرج الوحيد للأزمة في لبنان، برز خطاب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم أمس خلال قداس يوم الأحد والذي هاجم فيه السلة، فبدأت التساؤلات تطرح حول مصيرها.

لم يكتفِ الراعي بالتقليل من أهمية السلة في الظروف الحالية، بل تساءل عن جدواها في ظل وجود ميثاق ودستور في لبنان، وطرح سؤالاً لمن يقبل بهذه السلة "كيف يقبل اي مرشّح للرئاسة الاولى، ذي كرامة وادراك لمسؤولياته، ان يُعرّى من مسؤولياته الدستورية، بفرض سلّة شروط عليه غير دستورية، وان يحكم كأداة صمّاء؟"

اذاً، عقبة جديدة تواجه السلة المنتظرة بعد هجوم الراعي عليها، الأمر الذي يهدّد بافشالها بسبب رفضها من أهم جهة مارونية في لبنان.

وكما العادة، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع خطاب الراعي، وتحت وسم "البطريرك فخت السلة"، تساءل اللبنانيون حول مصير السلة، وأيّد كثيرون طروحات الراعي حول أهميتها في هذه الظروف.

وفي هذا السياق، رأى غسان يوسف سعد أن "الحُرْم الكنسي الذي أنزله البطريرك الراعي على السلّة المتكاملة، سلاحٌ جبّار بيد أقوى مرشّح للرئاسة بوجه ناهِبي الجمهورية اللبنانية"، فيما تساءل النائب السابق جواد بولس مستهزئاً "هل يمتلك النائب حقاً دستورياً بمقاطعة السلة المتكاملة أيضاً؟"

من جهته وصف المغرد "أبو حيدر" موقف الراعي بأنه "موقف وطني ودستوري ومؤسساتي بإمتياز"، لافتاً إلى أن "هذا الموقف جاء متأخراً لكنه خير من ان لا يأتي ابداً"، معتبراً أنّ "هذا الموقف يحصن موقع الرئاسة من التجاذب الطائفي واخضاعه للصفقات والفساد"، بمعنى أنّ الرئيس لم يعد يرضخ لهم تحت عنوان "نحنا عملناك رئيس".

واعتبرت سماح قسماني أنه "على البطريرك أن يكون أكثر حزم وصلابة وعليه أن يسجل موقفا تاريخيا كما عليه قراءة تاريخ ومسيرة البطريرك الياس الحويك"، وأكد عماد الهندي أن "الدستور أصبح مثل الغربال أي أنه مثقوب من الف مكان وكل شخص يريد أن يضمن مستقبله على الكرسي عليه أن يطرح طروحات كالسلة المتكاملة".

وتساءل محمد علي ناجي "هل خطاب الراعي الذي اتهم كل من يسير بالسلة بانه بدون كرامة سيطير السلة ام سيطير حظوظ رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بالرئاسة؟"

وعلى صعيد آخر، رأى عدد من المغردين أن هذه السلة تهدف للمحاصصة ونالت عدداً من الانتقادات التي جاءت لدعم أفكار البطريرك الراعي، إذ أكد جورج فرنسيس أن "السلة هي انتقاص من صلاحيات الرئيس"، داعياً إلى "الكف عن تكسير جناحات المسيحين ولنحيي موقف بطريركنا".

بدوره يصف المغرّد "طارق" السلة بأنها "سلّة المحاصصة والمافيات بزعامة الاوجه القديمة الجديدة"، مسمّياً قادة الأحزاب "وكل مين بشدّ ع مشدّهم"، على حدّ تعبيره.

في ظل هذا الضياع الواضح في تحديد مستقبل الأزمة في لبنان وخصوصاً الرئاسية، تبقى السلة المتكاملة المطروحة من بري، رغم مساوئها، الأمل الوحيد لاخراج لبنان من حالة الشرذمة التي يعيشها. فهل تشكل هذه الهجومات عليها نهاية لها؟