تحتلّ مسألة المشاورات في إنتخابات رئاسة الجمهورية صدارة الاهتمام في الساحة السياسية هذه الأيام، بعد أن عاد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من الخارج وقام بسلسلة مشاورات سعياً لإحداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، إلا أن هذا الحراك الرئاسي قوبل بجمود حكومي إذ لم تنعقد أي جلسة لمجلس الوزراء منذ ثلاثة أسابيع ليبقى مصير الحكومة معلقاً.

وفي وقتٍ بدأ الحديث عن جلسة ممكنة للحكومة يوم الخميس المقبل، يلفت المحلل السياسي ​وسيم بزي​ إلى أنّ الأزمة التي أدّت لتعليق الجلسات في الأسابيع الماضية لا تزال قائمة، وبالتالي لا يمكن الوصول إلى موعد جدّي دون معالجة الأسباب التي لها علاقة بالمشكلة السياسية ومقاطعة "التيار الوطني الحر" للجلسات. ويشير بزي، في حديث لـ"النشرة"، الى أن "الدعوة الى إجتماع حكومي بظلّ عدم رضا التيار صعب"، معتبراً أنه "وفي ظل الجو المناخي الرئاسي من الصعب أن يعقد إجتماع حكومي قد يسبب اشكالاً ما".

ومن جهتها، تستبعد المحللة السياسية ​روزانا بو منصف​ عبر "النشرة" أن "يجتمع مجلس الوزراء إلا إذا كان هناك من مصلحة لإمرار بعض الأمور"، إلا أنّها تشير أنه "وفي حال كان هناك شعور لدى "حزب الله" بأن موضوع إنتخابات الرئاسة لا يزال بعيداً يمكن أن يعود لحضور جلسات مجلس الوزراء".

من هنا، فإنّ التركيز يبقى في الوقت الراهن على "طبخة" الرئاسة التي ينتظر أن تظهر الأيام المقبلة ما إذا كانت ستؤدي في النهاية الى ملء الفراغ أم أن كلّ الحركة الحاصلة هي مجرد مناورة، خصوصًا في ضوء مواقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يبدو معارضاً لوصول رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا. هنا يشير بزي الى أن "هناك تمايزا سياسياً في المواقف بين بري وعون وهناك خلاف سياسي حول العنوان الرئاسي"، مشيرا الى أن "سلّة بري لا تتعلّق بالرئاسة الأولى بل هي مرتبطة بالتزامات رئيس الحكومة"، معتبراً أن "على الأخير أن يسهل العهد الجديد وتيسير أمور الحكم"، ومضيفاً: "حتى الساعة "حزب الله" لم يتدخل بين بري وعون ومحاولة وضع القصة عند "حزب الله" غير ناجحة خصوصاً وأن الأخير كان واضحا بدعوته الحريري لاعلان موقفه صراحةً وعندها لكلّ حادث حديث".

بدورها، ترى بو منصف أن "مسألة إنتخابات الرئاسة ليست واضحة حتى الساعة ولكن من الممكن أن تذهب الأمور في كلّ إتجاه"، مشددةً على أن "هناك جملة تساؤلات توضع حول أسباب عدم تحرك عون وماذا يفعل لتعزيز حظوظه الرئاسية"، ومشيرةً في نفس الوقت الى أن "حزب الله" وبري كانا يصران على تفعيل عمل الحكومة وعلى الحوار في وقت كان بري يتحدث عن "سلّة" وهذا ما لم نسمعه من "حزب الله".

تبدو وحتى الأسابيع المقبلة مسألة إنعقاد جلسة مجلس الوزراء صعبة خصوصاً وأنّ حلاً ما يلوح في الأفق في ما خص مسألة رئاسة الجمهورية، ليبقى السؤال: هل ستحمل الأيام المقبلة حلولاً في ما خص إنتخابات رئاسة الجمهورية وتسيير عمل الحكومة؟!