يحمل ​المتحف الوطني​ ثقافة شعب وتراث بلد، ولكنه في لبنان بقي لعهود وعهود مُهمَلاً، فالكل يدرك وجوده الا أن قلّة من الناس تهتمّ لزيارته. وإذا كان من يسافر الى بلدان العالم أول ما يخطر بباله هو زيارة المتاحف فيها للتعرّف على حضارة تلك البلاد، فإنّ الوضع في لبنان مختلف، حيث لم يكن المتحف الوطني فيه يشكّل محط إهتمام العديد من المسؤولين، حيث أهملته الحكومات المتعاقبة، إلا أن الحال يتغيّر شيئاً فشيئاً مع وزير نشيط سعى لإعادة وضع هذا المكان على الخارطة السياحية الأساسية.

المتحف الوطني هو رمز للحضارة التي تعاقبت على أرض لبنان وهو معلم من معالم الثقافة في هذا البلد، هكذا يصفه وزير الثقافة ​روني عريجي​ عبر "النشرة"، وهو بحسب ما يؤكد "يتضمن مجموعات أثرية أنيقة فائقة القيمة التاريخية". قريباً سيكون المتحف الوطني على موعد مع إفتتاح الطابق السفلي منه بعد جهود بدأت في العام 2010 لإعادة ترميم هذا الطابق نظراً للرطوبة الموجودة فيه وهو المقفل منذ العام 1975. في العام 2010 طلبت وزارة الثقافة من فريق عمل إيطالي تأهيل جداريات رومانية قديمة موجودة ضمن مدفن صور الأثري الموجود في الطابق السفلي من المتحف، وفي العام 2011 تمّ تدشينه، وبعد أن كان التعاون ناجحاً بين الجهتين تمّ إستكمال المشروع عبر إعادة تأهيل كل الطابق.

في أيلول من العام 2014، وافق مجلس الوزراء على هبة مقدّمة من الدولة الإيطالية بقيمة مليون وعشرين ألف يورو من أجل إعادة تأهيل كامل الطابق السفلي، ومن حينها بدأ العمل بشكل حثيث. وبحسب مديرة المتحف الوطني ​آن ماري عفيش​، تم العمل على عرض مجموعة "الفنّ الجنائزي في لبنان ما بين الفترة ما قبل التاريخ والفترة العثمانية"، وهي عبارة عن نواويس وتماثيل مدفنية. تشير عفيش الى أنه "يعرض في الطابق السفلي حوالي 520 قطعة أثرية وهي من المكتشفات من الحفريات الأثرية في المدافن والفخاريات والقطع العاجية وهي معروضة وفق التسلسل الزمني أي من الأقدم الى الأحدث"، وتشرح عبر "النشرة" أن "النواويس" المعروضة هي بالرخام الأبيض وهي مكتشفة بصيدا وهي عبارة عن 31 ناووس معروضين على شكل إنسان وموضوعين في زجاجيات، كذلك هناك ثلاثة موميات مكتشفين بمغارة ومحنّطين طبيعياً وقد وجدوا بثياب جيّدة مع القطع التي تستعمل يومياً بالفترة المملوكية، لافتةً الى أن "أهمية المجموعة تكمن في أن هناك أشياء نادرة الوجود في العالم وموجودة في هذا الطابق ولكن في نفس الوقت كلّ ما هو موجود فيه هو من لبنان".

يرى وزير الثقافة أن "المتحف يجب أن يكون مقصداً لجميع اللبنانيين وللسواح الأجانب"، لافتاً الى أننا "مع مرور الوقت قمنا بتطوير المتحف لجهة إدخال application للسماح للزوار وللموجودين خارج المتحف بالاطلاع على المعلومات العلمية عبر هواتفهم النقالة".

إذا يمر المتحف الوطني بنقلة نوعية تساعده على التطور والحداثة ليصبح أكثر جذبا للبنانيين وللسياح!