أكد رئيس أساقفة بيروت المطران ​بولس مطر​ ان "المسيحيّة تُعبّر عن ذاتها،طبعًا بإيمانها وتُعبّر عن هذا الإيمان بالمحبّة لجميع الناس. الله محبّة هو ورحمة هو. وعلينا أن ندرك أن المحبّة، هي علامة حضور الله في العالم وعلامة صحة المسيحيّة والمسيحيين. فعندما تكون المحبّة حاضرة، يكون الله حاضرًا، وعندما تغيب المحبّة يغيب وجه الله عن نظرنا وعيوننا".

وخلال ترأسه الصلاة لراحة نفس الأب ​عفيف عسيران​ في القدّاس الإلهي الذي أُقيم في كنيسة مار يوسف- الحكمة في الأشرفيّة، لفت إلى ان "الأب عفيف عسيران، نفتخر به أساقفة وكهنة،أننا كنّا من تلامذته في الجامعة لسنوات، وافتخر به أنا شخصيًا، لأنه قرّر أن يكون كاهنًا من كهنة أبرشيّة بيروت، وسيم على يد سلفنا الصالح المثلث الرحمة المطران إغناطيوس زيادة الذي كان يحبّه محبّة عظيمة"، مشيرا إلى ان "هذا الإنسان الذي اكتشف المسيح وتبعه زاد حبّه لإخوته ولبني دينه وللعالم أجمع. المسيح رسّخه في الحبّ وفي العطاء المجاني. كان يقول لنا، أنتم في مؤسساتكم ومدارسكم وجامعاتكم ومستشفياتكم، تخدمون الناس، ولكنكم لقاء أجر. أُريد منكم أن تخدموا الناس مجانًا، كما أن الله يعطينا مجانًا".

وأوضح انه "بعدما انتقل من هذه الدنيا، لم يختفِ أثره البتة، بل راح يزداد عُمقًا واتساعًا وقوّة في قلوب الذين عرفوه وأحبّوه. كُتبت عن الكتب بلغات عديدة، رأى الناس فيه إنسانًا يجمع بين العلم والعمل، بين المحبّة والتسامي. هذا الإنسان نقول عنه اليوم أنه انتقل إلى بيت الآب، برائحة القداسة. وبناء على طلب محبيه وتلامذته الذي قصدوا مطرانية بيروت، أخذنا في النهايّة الضوء الأخضر من السلطات الكنسيّة العليا، وفتحنا محكمة خاصة للنظر، بدعوى تطويبه. وأنتم تعرفون ان هذه الدعوى تمرّ، عبر ثلاث مراحل. المرحلة الأولى يُعلن فيها الإنسان مُكرّمًا، أي أنه عاش الفضائل ببطولة، نحن الآن في هذه المرحلة وربما ننتهي منها في شهر تشرين الثاني ونقدّم الدعوى إلى روما وإلى بكركي. بعد ذلك إن شاء الله ننتقل إلى دعوى طوباوي ومن ثمّ إلى دعوى القداسة. صلّوا، أيها الإخوة، ليُظهر الله قداسة الأب عفيف عسيران ويُعلن سرّ محبّته لله وللناس على حدّ سواء".