العونية حالة وليست حوالة...

ضمير كل حر ومتحرر يعيش وجدان ورمزية النجوم المكللة وكامل الرتب للضباط والجنود الذين استشهدوا أو تم اعتقالهم واسرهم من اجل مواطن يتعذب ووطن يحتضر... كانت شهادتهم وسجونهم قرابين لقيامتنا من وصاية مزدوجة (غريبة وقريبة)...

وكان ابعاد قائدهم ونفيه لسنين طويلة الامل والرجاء بعودة جماهيرية وطنية مظفرة ترجمها شعب لبنان العظيم بصناديق المحبة والوفاء للقائد ورفاقه الشهداء الراقدين والاحياء منهم...

عاش شعب لبنان العظيم عقداً كاملاً على (العهد الصادق) بثورة سياسية واجتماعية واقتصادية وتربوية شاملة تحرر اللبنانيين من طبقة موصوفة ومعروفة العنوان والسيرة بفجورها وامعانها بالقضاء على احلام المواطنين بالعيش في وطن طبيعي في المقومات العادية للحياة، ونقله الى مجتمع الاصلاح والتغيير وثقافة الحوار والديقواطية...

عقد من الزمن ضاع بين خيارات وطنية واقليمية صحيحة، مثمرة وفائزة، واداء وممارسات سياسية داخلية وتنظيمية مفلسة، بائسة وكارثية...

- اولا استبدال خميرة وعقل التيار الصاعد بآخرين من عقول المحن والتجارب السابقة.

- تحالفات متناقضة ومشبوهة شوهت وجه التيار وتلاعبت في علة وجوده (الاقطاع السياسي والمالي).

- ارتباك وتشتت بين الدستور والقانون والصيغة والشراكة والميثاق ما اربك قيمة الاهداف وضياعها.

- فرض قيادة حزبية بديكور وماكياج ديمقراطي بصورة رسمية كانت قد استهلكت رصيد التيار الوطني والمعنوي بادارة كامل الملفات بصورة ملتوية واسلوب استفز ونفر الاقربين قبل البعيدين وافشلت احلام واهداف الحالة العونية قبل الحزبية...

- واخيرا قيادة معارك سياسية معظم ملفاتها وعناوينها واهدافها صحيحة ومحقة، سقطت جميعها نتيجة التناقضات والخطايا والالتباس بين ارث التحالفات المتنقلة الفاقدة للمصداقية وانحراف قيادة التيار بالتعامل القويم مع القضايا (سلسلة الرتب والرواتب – قضية المياومين). – قانون الانتخاب – التمديدات المتلاحقة – واخرى كثيرة خضعت لتجاذبات المصالح السياسية بعيدا عن هموم الناس

– واخيرا ملف الرئاسة الذي يخضع لسوق وبورصة المصالح و التفاهمات الغامضة...

يبقى السؤال والتساؤل عن مدى الاستمرار في تخبط القيادة الحالية بتشويه صورة التيار وعلة وجوده.

الجواب بتحية احناء رأس لشهداء الجيش والمعذبين منه في 13 تشرين وغيره من التواريخ ولكل الشهداء الذين يسقطون على مذبح الوطن في هذا الزمن الرديء...

واختم ان العونية حالة وليست حوالة.