شغلت التغريدة التي أطلقها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب ​وليد جنبلاط​ والتي أشار فيها الى أن "كلمة السر أتت... الله يستر" الرأي العام اللبناني، فماذا يقصد جنبلاط بها، ولماذا غرّدها في هذا التوقيت بالذات، في وقتٍ تلوح في الأفق تسريبات عن إمكان إعلان رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ تأييده ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للرئاسة، رغم أنّ الأوساط المقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري تشدد على أن الأخير لن يقبل بذلك؟ فما قصّة هذه التغريدة، وما علاقتها بالملف الرئاسي؟!

من يعرف النائب وليد جنبلاط يدرك أنه يسعى وبشكل مستمر الى أن يكون هو "بيضة القبان" في كل استحقاق، وأتت هذه التغريدة لتضع علامات استفهام حول ما يقصده منها في هذا الظرف الحساس رئاسياً. ولكن وبحسب الكاتب والمحلل السياسي ​جوني منير​ فإن "جنبلاط أكد لمن استفسر منه أنه لم يقصد بها شيئاً محدّدًا بل غرّدها لمجرد التسلية فقط لا غير"، ولكن منير يشكّك في نفس الوقت أن "يكون هدف جنبلاط التسلية فقط"، ولكنخ يرى أنّه "ربما لا يريد التوضيح الان". أما المحلل السياسي ​طوني عيسى​ فيرى أن "المشهد السياسي ليس واضحا حتى الساعة وجنبلاط لا يدرك بعد ما ستؤول اليه الامور في الايام المقبلة، "ولكنه سعى ومن خلال هذه التغريدة الى الايحاء انه جزء من اللعبة السياسية وأنه هو بيضة القبان". في المقابل إذا أردنا تحليل تغريدة جنبلاط فإن منير "يراها تتجه الى السلبية أكثر منها الى الايجابية فكلمة "الله يستر" تعني مشكلة ما يعني أن الجواب الخارجي أتى سلبياً والا لكان جنبلاط استعمل كلمات أخرى غير هذه".

ولعلّ المفارقة تكمن في التزامن بين التغريدة الجنبلاطية والتسريبات التي تتحدّث عن إمكانية إعلان الحريري دعم ترشيح عون للرئاسة هذا الأسبوع. وهنا يشير منير الى أن عون لن ينتظر إعلان الحريري لأكثر من مطلع الاسبوع المقبل، ولأنه وفي حال تخطت هذه المدّة فإن عون سيبدأ بإظهار تململ معين تجاه الحريري، لكنه يلفت في نفس الوقت الى أنه "ساعة يعلن الحريري تأييده لعون عندها يبدأ عند الأخير العدّ العكسي لأنه وفي المتبقي من الوقت حتى جلسة 31 تشرين الاول سيجري مشاورات مع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري وسيذهب بعدها ليشارك في جلسة الرئاسة نهاية الشهر الحالي". في المقابل، يرى عيسى أنه "حتى ولو أعلن الحريري تأييده ترشيح عون فهذا لن يغيّر في المشهد كثيرا لأنه سبق وأعلن الحريري تأييده ترشيح فرنجية ولم يتغيّر شيء"، معتبرا أن "هذا الاعلان قد يكون من مقتضيات اللعبة السياسية ولكنه لن يؤدي الى انتخاب عون رئيساً"، مشيرا الى أن "لا دلائل حتى الساعة تؤكد أننا دخلنا في مرحلة حسم الملف الرئاسي".

في المحصلة، بقيت تغريدة جنبلاط "غامضة" في الشكل والمضمون، ولعلّه بدل توضيحها زادها غموضاً بقوله أنّ كلمة "السر مشفرة"، إلا أنّ المراقبين ربطوا بينها وبين الملف الرئاسي بشكل أو بآخر، فهل اقتربت نهاية الفراغ الرئاسي؟!