أطل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في أسبوع القيادي حاتم حمادة (الحاج علاء) ليضع حداً لكل التكهنات التي سادت في الأيام الماضية، خصوصاً بعد اعلان رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ تأييده ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون للرئاسة.

بالأمس، فجّر نصرالله "قنابل" ولو أنها كانت شبه معروفة، فالكلّ إنتظر موقفه في ظلّ رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري لتأييد ترشيح عون، فجاءهم الجواب: "عون مرشحنا وسننزل الى مجلس النواب وننتخبه بأوراق مكشوفة إذا كان القانون يسمح"، لا بل ذهب أبعد من ذلك وتجاوز الرئاسة الأولى الى مسألة رئاسة الحكومة، حيث أكد نصرالله أنه لن يعترض على تسمية الحريري رئيساً للحكومة، وكشف أنه "عندما وافق عون على تسمية الحريري لرئاسة الحكومة تكلم "المستقبل" معنا وأكدنا لهم أننا لن نعترض"...

خريطة طريق

"خطاب السيد نصرالله رسم خريطة الطريق النهائية لجلسة الانتخاب المفترض عقدها في 31 من تشرين الاول وفصّل موقف مختلف الأطراف من الاستحقاق الرئاسي". هذا ما يراه المحلل السياسي ​وسيم بزي​ عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "موقف "حزب الله" واضح على ضفتي الإختلاف، أي أن مرشحه كان وسيبقى ميشال عون، ولكن في نفس الوقت هناك إدارة خلاف تجاه حليفيه، رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تيار المردة النائب ​سليمان فرنجية​، اللذين لهما رأيهما من الاستحقاق القادم"، مشيراً الى أن "السيد نصرالله أكد أن فرنجية مرشح وبري سينتخبه، ولكن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك تفاهم بين مختلف الافرقاء حول مرحلة ما بعد الرئاسة وقد ينضج قبل جلسة 31 تشرين الأول وهذا مستبعد، ولكن من المؤكد أنه سينضج بعد الجلسة الرئاسيةً".

أما الكاتب والمحلل السياسي ​خليل فليحان​ فيشير الى أن "إنتخاب عون في جلسة 31 تشرين الأول إذا تم سيكون الأول من نوعه من ربع قرن إذ على مر العهود لم نجد منافسة بين مرشحين، حيث كان دائماً يتم الاتفاق على انتخاب رئيس ويحضر الكل الجلسة وينتخبه"، لافتاً الى أن "عون استطاع جمع الاضداد حوله، أي الحريري ونصرالله"، ومعتبراً أنّ "خطاب نصرالله كان ايجابيا تجاه عون مع التأكيد على وحدة التحالف مع فرنجية وبري رغم تركه الخيار لهما في مسألة الرئاسة".

نصرالله مؤتمن على العهد

البعض يرى أنه وبخطاب السيد نصرالله وإيصاله عون الى الرئاسة يكون أدّى قسطه للعلى ووفى بالدين الذي عليه، لكنّ بزي ذهب أبعد من ذلك في الرؤية ليؤكّد أن "وصول عون الى الرئاسة هو تجسيد للنظرة الاستراتيجية التي يريدها أو ينظر اليها "حزب الله" للبنان"، لافتاً في نفس الوقت الى أن "السيد نصرالله ظهر بمظهر الرافعة للعهد القادم والمؤتمن على واقع لبنان". أما فليحان فيرى أن "نصرالله لم يبدأ مفاوضاته مع الحلفاء بالأمس القريب لكن كلنا نعرف العلاقة بين عون وبري وطبيعتها خصوصاً في ظل الأحداث الاخيرة وتفاهم الحريري-عون كما واعتباره أن وزير الخارجية ​جبران باسيل​ هو من طيّر الحوار وبالتالي فإن بري يعتبر وكأن صفعة توجهت له ولا يريد اليوم التنازل".

الحريري رئيسا للحكومة

إذاً وبعد جلسة إنتخاب الرئيس يبدأ مشوار تسمية رئيس الحكومة لتأتي مرحلة تأليفها من بعدها. وهنا بات مؤكداً بحسب بزي أن "موضوع رئاسة الحكومة حسم لصالح الحريري وبموافقة حزب الله"، مشيراً أيضاً الى أن "حكومة ما قبل الانتخابات النيابية لن تكون بعيدة المدى في تأليفها"، لافتاً الى أن "الكلام عن تأجيل للإنتخابات أو تمديد مستبعد لأنه يكون في ذلك ضرب للعهد القادم". ولكن فليحان يضع بعض علامات الاستفهام حول "امكانية تأليف الحكومة بسرعة"، مشيراً الى أنه "يجب النظر الى أي حكومة ستكون في العهد القادم".

"قدمنا التضحيات من أجل املاء الشغور الرئاسي". بهذه العبارة إختصر السيد نصرالله طريقاً طويلاً قد تكون من نتيجتها إنتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية في الجلسة المقبلة، فهل تكون في 31 تشرين الأول؟!