قضي الأمر وانتُخب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية بشكلٍ رسمي. ولكن من هو ميشال عون؟

هو نائب في المجلس النيابي عن دائرة كسروان – جبيل، ورئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" في المجلس، كما شغل سابق منصب قائد الجيش بين العامين 1984 و1990، وكان رئيساً للحكومة بين عامي 1988 و1990.

وُلِد العماد عون في 18 شباط 1935 في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت. نشأ في عائلة من ستة أولاد من بينهم ثلاثة صبيان وثلاث بنات. تلقّى دروسه الابتدائية في بيروت في مدرسة "أخوة المدارس المسيحية" (الفرير) ومدرسة "القلب الأقدس". وفي 30 تشرين الثاني 1968، تزوّج من ناديا الشامي، ورُزقا بثلاث بنات: ميراي وكلودين وشانتال، ولديهما اليوم ثمانية أحفاد.

بعمر الثالثة عشرة، شارك عون في العام 1948 كمتطوّع لتوزيع المساعدات الإنسانية على اللاجئين الفلسطينيين المستضافين في لبنان.

في 1 تشرين الأول 1955، دخل عون إلى المدرسة الحربية كتلميذ ضابط، وتلقّى رتبته الأولى كملازم في فريق سلاح المدفعية بتاريخ 30 أيلول 1958. ثمّ عُيّن برتبة نقيب في العام 1968، وبرتبة رائد في العام 1974، وبرتبة مقدَّم في العام 1975، وبرتبة عقيد في العام 1980.

وبين العامين 1952 و1972، شغل عون عدّة مناصب في لواء المدفعية في عدّة مناطق لبنانية. وفي شهر آب 1973، نُقل إلى صيدا في جنوب لبنان حيث تولّى قيادة كتيبة فريق المدفعية الثاني.

من كانون الثاني 1976 إلى 1978، تولّى عون مهامّا في اليرزة حيث كان مسؤولا عن إعادة تنظيم فريق سلاح المدفعية. وبين العامين 1978 و1980، تلقّى دورة دراسية في المدرسة الحربية العليا في باريس (فرنسا).

وبعد عودته في 20 أيلول 1980، عُيّن في منصب رئيس أركان الجيش في إدارة شؤون الموظفين، بصفته رئيسا بالوكالة للمكتب الفنيّ.

في 24 كانون الأول من العام نفسه، عُيّن قائدا لقسم عين الرمانة-بعبدا. وبذلك، ترأس "لواء الدفاع" الذي كانت وحداته متمركزة على طول خطوط التماس الفاصلة بين القطاعين الشرقي والغربي للعاصمة بيروت.

في 14 آب 1982، عُيّن في منصب قائد أركان القوات المسلّحة اللبنانية المسؤولة عن حفظ أمن بيروت، والتي تولّت مهمّة الحفاظ على النظام خلال جلاء الجيش الإسرائيلي.

في أواخر العام 1982، دُعي عون إلى تشكيل لواء متعدّد الطوائف وقيادته: وهو اللواء الثامن الذي تميّز ببطولته في خضمّ أهمّ المعارك التي طبعت الحرب اللبنانية. عام 1983، فاز ميشال عون على رأس هذا اللواء بمعركة سوق الغرب.

بعد ذلك، عُيّن عون برتبة عميد في 01/01/1984 وبرتبة قائد الجيش اللبناني بتاريخ 23/06/1984.

خلال صيف العام 1988، حال وجود جيش الاحتلال السوري والضغوط السياسية دون انتخاب رئيس للجمهورية. قبل أن يترك الرئيس السابق أمين جميل الحكم، عيّن بموجب المرسومين رقم 5387 و5388 ميشال عون على رأس حكومة مشكّلة من قبل رئيس أركان الجيش ومهمّتها تسهيل انتخاب رئيس جديد. ولكنّ هذه الحكومة لم تحظَ باعتراف السوريين الذين أبقوا على حكومة سليم الحصّ.

في 6 آذار 1989، قرّرت حكومة عون إعادة تفعيل الغرفة البحرية لتنظيم الموانئ غير الشرعية والمفتوحة من دون إذن حكوميّ خلال أعوام الحرب الأربعة عشر. وفي 14 آذار 1989، وصل القصف إلى مكتب ميشال عون في وزارة الدفاع الوطني، وطال المدنيّين الذين وقع منهم 38 قتيلا و142 جريحا. في ذلك اليوم، أعلن عون "حرب التحرير" وطالب سوريا رسميا بسحب قواتها من لبنان.

في تشرين الأول 1989، استُدعي النواب اللبنانيون إلى مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية لمناقشة "وثيقة التفاهم الوطني". وبالفعل، في 22 تشرين الأول 1989، أقرّ 58 نائبا "اتفاق الطائف" برفع اليد. لكنّ عون اعترض على هذا الإقرار ونبّه النواب من احتمال حلّ البرلمان، ولكنّهم اجتمعوا تحت الرقابة السورية لانتخاب رئيس وهو رينيه معوّض (الذي اغتيل في 22/11/1989) ثمّ الياس الهراوي. قام عون بحلّ البرلمان اللبناني بموجب المرسوم المعلَّل رقم 420 الصادر في 4 تشرين الثاني 1989.

وفي فجر 13 تشرين الأول 1990، قام الجيش السوري بدعم من القصف المركّز لطيرانه، باجتياح لبنان، فطلب عون وقف إطلاق النار بالتفاوض مع السفير الفرنسي في لبنان، رونيه آلا. وطلب منه السفير أن يحضر إلى مقرّ السفارة لتأكيد الاتفاق المتفاوض عليه. ثمّ مُنع عون من مغادرة السفارة والعودة إلى القصر الجمهوري في بعبدا. سافر إلى فرنسا في 30 آب 1991 حيث بدأ منفاه الذي دام خمسة عشر عاما.

في 18 شباط 1996، تشكّلت حركة "التيار الوطني الحرّ" لمقاومة الاحتلال، وذلك في قصر المؤتمرات في باريس.

في أيلول 2003، شهد عون أمام الكونغرس الأميركي لصالح "قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية". وفي 7 أيار 2005، عاد عون إلى بيروت بعد 15 عاما في المنفى.

في حزيران 2005، تقدّم عون وأنصاره إلى الانتخابات مع برنامج قوامه التغيير والإصلاح، ففازوا بـ21 مقعدا من أصل 128 مقعدا في البرلمان. وفي 6 شباط 2006، وُقّعت وثيقة تفاهم ثنائية بين عون والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ركّزتعلى 10 مسائل متعلّقة بالشؤون اللبنانية.

منذ الشغور الرئاسي في 25 أيار 2014، طُرح اسم ميشال عون للرئاسة في لبنان، وكان حزب الله أول من تبنّى ترشيحه، ومن ثمّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وصولاً إلى رئيس تيار المستقبل سعد الحريري.