يستعدّ مزارعو التبغ في الجنوب لتسليم محصولهم إلى إدارة حصر التبغ والتنباك "الريجي" اعتباراً من يوم الخميس، وذلك في 11 مركزاً موزَّعين بين مختلف المناطق الجنوبية. وفيما عكف المزارعون في بلدات النبطية والجنوب على توضيب طرود التبغ وترقيمها باشراف خبراء من الريجي تمهيدا لبدء عملية التسليم، اعتبروا أنّ اسعار التبغ لم يطرأ عليها اي تعديل لجهة زيادة الاسعار بما يتناسب وغلاء المعيشة واكلاف الزراعة، علماً أنّه تمّ تحديد سعر الكيلو الواحد وسطياً بـ14 ألف ليرة.
وفي هذا السياق، ذكّر رئيس اتحاد نقابات مزارعي التبغ والتنباك في لبنان الحاج حسن فقيه بما سبق أن قاله عن ان 25 الف ليرة كسعر وسطي لكيلو التبغ الواحد في الجنوب قليل جدا مع تكاليف الزراعة وزيادة الاسعار ومع انتشار البطالة، مشدّداً على أنّ المزارع في عكار والجنوب والبقاع يشكل اليوم احد اهم عوامل الانماء المتوازن، مؤكدا ان هناك شركات تبغ عالمية تستورد التبغ اللبناني وتقوم بتصنيعه، وفي لبنان هناك صناعة وطنية وينتج منها كميات كبرى في السوق المحلي.
وفي حديث لـ"النشرة"، لفت فقيه الى ان الريجي يحقق ارباحا كبيرة من زراعة التبغ، فهي أدخلت الموسم الماضي للخزينة اللبنانية اكثر من 400 مليون دولار، معتبرا ان اهم وابرز المشاكل التي يعانيها المزارعون في الجنوب هي القنابل العنقودية من مخلّفات الحروب الاسرائيلية، داعيا الحكومة لاتخاذ قرار بزيادة المساحات المزروعة بالتبغ في الجنوب واعطاء رخص جديدة للمزارعين وادخالهم في الضمان الصحي والاجتماعي تطبيقا لقرار جلسة مجلس الوزراء عقب تحرير الجنوب التي انعقدت في بنت جبيل، ومدّهم بالقروض الميسّرة.
وإذ أكد فقيه أنّ زراعة التبغ هي زراعة بيتية واليد العاملة السورية ليس لها فيها حضور قوي انما بسيط وقليل لا يتجاوز الـ10 بالمئة، أشار إلى أنّ الكمية المنتجة من التبغ في الجنوب تتجاوز الـ5 ملايين كيلو غرام. ولفت الى انه منذ 3 سنوات بدأ الاتحاد بالتعاون مع ادارة الريجي والمالية بتطبيق مشروع تنمية في لبنان وهو ينص على اختيار 11 قرية في لبنان، اثنتان في البقاع، اثنتان في الشمال، و7 في الجنوب، "بحيث نقيم لهم بنية تحتية زراعية من خلال اقامة بركة جمع للمياه وقنوات مائية وطرق زراعية".
وفي جولة لـ"النشرة"، التقت بالمزارع حبيب سليمان عليق في يحمر، الذي أوضح أنّ هذه الزراعة المتعبة لا تكاد تسدّ رمق العيش أو تفي بالمتطلبات أو حتى تعيد الأتعاب للمزارعين، شارحاً أنّ دونم التبغ المزروع في الجنوب يكلف ما يفوق المليون ليرة، ويتمّ تسليمه للريجي مقابل مليون و500 ألف ليرة فقط، وطالب برفع الأسعار نظراً لزيادة التكاليف من حراثة الارض والسماد والمياه وتكاليف الزراعة.
أما المزراع حسن حايك من كفرتبنيت، فأكّد أنّه مضطرٌ للعمل في هذه الزراعة في ظلّ البطالة وعدم وجود فرص عمل وغزو العمالة الأجنبية لليد العاملة اللبنانية والجنوبية تحديداً، مشيراً في الوقت عينه إلى أنّ الأسعار التي يحصلون عليها تُعتبر زهيدة نسبةً لما تحتاجه هذه الزراعة من تعب وسهر ورعاية.
وفي السياق، طالب المزارع علي معتوق بإنشاء بنك للتسليف لمد المزارعين بالقروض الميسرة وزيادة الاسعار لتتلاءم مع احتياجات الزراعة.