أكد وزير الداخلية السابق ​زياد بارود​ أنّ "فرصةَ تظهير لبنان، رئيساً ومجلساً وحكومةً وشعباً، على أنه نموذجٌ ناجحٌ في حسن إدارة التنوّع وعلى أنه شريكٌ أساسي في الحرب على الظلامية والظلاميين، إنما هي فرصة تاريخية لا تخلو من التحديات والمطبات والعراقيل، لكنها يمكن أن تشكّل انطلاقةَ عربية- مشرقية مشرّفة لعهدٍ يريد أن ينجح في لبنان وسائر المشرق".

وأشار بارود، في مقالٍ له، إلى أنّ تأكيد رئيس الجمهورية المنتخب العماد ميشال عون في خطاب القسم ان "فرادة لبنان هي في مجتمعه التعددي المتوازن" والتزامه "احترام ميثاق جامعة الدول العربية (...) مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي" يتقاطع مع الدور- الرسالة- المعنى، تلك الثلاثية التي من دونها يفقد لبنان ضرورته، في زمنِ دكّ التعدّدية والتنوّع بأشنع أشكال الأصولية العمياء والتطرّف الإلغائي للآخر وللتاريخ وللجغرافيا وللديموغرافية.

ولفت بارود إلى أنّه "في هذا الزمن العسير بالذات، يبرز دور الرئيس اللبناني، المسيحي المشرقي نشأةً وهويةً والإسلامي - المسيحي ثقافةً وخيارا وهوية أيضا، ليكون الصوت الصارخ الحامي لقيم التشارك في المواطنة في كل أقطار العالم العربي المأزوم، بمعزلٍ عن دينٍ أو طائفةٍ أو قوميةٍ أو إتنيةٍ أو سواها من أشكال الاختلاف المُغني". وأوضح أنّ "هذا الدور العابر للحدود، تشاركه فيه شخصيات مؤمنة بمفصلية الزمن الراهن، سيسجّل لها التاريخ، إن أحسنت المبادرة والإدارة والتصدّي، أنها بَنَت لمستقبلٍ لا يمكن أن يشبه سواد أيامنا".

وفيما اعتبر بارود أنّ الرئيس الذي تبوّأ الموقع بعد شغور "لديه من الرمزية ما يكفي لكي يتولّى، من غير سعيٍ إلى أي مجد، مهمّةً إضافية، بل مهمات، تتخطى حدود الوطن الصغيرِ حجما، الكبيرِ دوراً"، أوضح أنّه "في زمن انهيار استقرار المنطقة العربية وهجرة أبنائها وتهجيرهم، وهم أصليون فيها، يبرز دورٌ محوريٌّ أكيد للبنان الرسالة في مواجهة "ترانسفير" ممنهج تتعرّض له مجموعات "تاريخية"، بسيف التطرّف الأعمى وفي ظل صمت مقلقٍ ومريب لـ"ديموقراطيات" تتوقّف قيمُها عند حدود مصالحها".

وأشار بارود إلى أنّ رمزية المسيحي المشرقي على رأس الدولة في هذا الظرف بالذات تنسحب دوراً يتخطى حدود هذه الدولة – بمعنى الدور والرسالة- ليبلغ سائر المشرق بمختلف مكوّناته، والعروبة فيه مساحة جامعة لديانات الله الأحد، تتشارك في المصير الواحد، وان تكن في حال انقسامٍ مزمنٍ وضياع.