أشار أمين عام ​الصليب الأحمر​ ​جورج كتانة​ الى ان "الصليب الاحمر اللبناني رغم الايام الصعبة قطع شوطا كبيرا في مسيرته نحو التطور، بحسب استراتيجية مبنية على ضرورة الحفاظ على ريادة الجمعية تجاه متغيرات الزمن، وهو أيضا على جهوزية تامة لمواجهة أي احتمالات بالتوازي مع الاستمرار بأداء واجباته اليومية تجاه المواطنين النازخين".

وخلال ندوة في قاعة ريموند فرانسوا باسيل بعنوان "الصليب الاحمر اللبناني تطوير وبناء قدرات لمواجهة التحديات، لفت إلى أنه "إذا كان الهدف الأول للصليب الاحمر اللبناني هو الاستجابة الى النداء بدرجة عالية من الانسانية والاحتراف، فهو يسعى أيضا الى التطور والاستدامة في ريادته. ذلك، لزاما على الجمعية معاصرة ومواكبة التقنيات والبرامج الجديدة. ولا يمكن لاي انسان او لاي مؤسسة العمل على تطورها اذا ما بدأت أولا باعادة النظر بمقوماتها وادائها. فبدأت الجمعية من هنا إجراء مسح شامل لذاتها بمساعدة خبراء من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال الاحمر. فلأول مرة منذ عقدين ونيف تم انتخاب امين عام للجمعية في خطوة جريئة لاعادة بلورة الأدوار بين الحاكمية والادارة للتمكن من الانطلاق بورشة يمكن ان نسميها ورشة اعمار في الجمعية. فالجمعية يومها كانت في ركود، بينما الأزمات على ازدياد. فما كان علينا للتمكن من الاستمرار سوى مجابهة وضعنا، نحن الذين دخلنا، مرغمين، في خضم الصراعات في المنطقة، وما خلفته لنا من أزمات انسانية وصحية واقتصادية".

ولفت الى ان "التحول الجذري لمفهوم الصليب الاحمر انتقل من المفهوم الخيري الى الانساني، فلا يعتمد على منح مساعدات فقط بل الى تأهيل المجتمعات المحلية لتمكينها من درء الاخطار ومجابهة الفقر وتداعيات الازمات والكوارث"، مشيرا الى ان "اول خطوة في نهج التغيير المدروس تمثلت بوضع استراتيجية جديدة للاعوام 2014-2018 تحاكي ما تشهده البلاد من مآزق، وتهدف الى تقوية بنية الجمعية لكي تصبح قادرة على ايجاد السبل للمحافظة على قواها لمدة طويلة، فاعتمدنا في عملنا محورين اثنين: الأول المتمثل بتأمين التطور اللازم في الجمعية لكي يحافظ الصليب الاحمر اللبناني على ريادته واستدامته. والثاني المتمثل بالعمل بخط متواز بين التطوير من جهة، واجراء الاصلاحات اللازمة من جهة اخرى لكي يحافظ الصليب الاحمر اللبناني على قدرته في تلبية الحاجات المجتمعية المتنامية من اسعاف وخدمة صحية اولية ودم الى ما هنالك. فأجرينا اولا إعادة تقييم لوضعنا، ولقدراتنا، كما وتقييم لما هو مطلوب منا، كجمعية رائدة مقبولة من كافة اطياف المجتمع، وتحظى بقدر كبير من القبول والاحترام والمحبة".

وشدد على ان "التحدي كبير لا بل اقول التحديات كبيرة، تطل من جبهات متفرقة. وهي كثيرة التشعب في متطلباتها. ونحن اليوم في شراكات فعلية لمواكبة اعمال الاغاثة التي تتطلب منا جهدا عملانيا واداريا عظيمين. لقد اصبح لنا اليوم وحدة ادارة للكوارث ووحدة مراقبة للجودة. وتم استقطاب العديد من الموظفين الكوادر لمواكبة العمليات الادارية والعملانية على حد سواء. وقم تم العمل على القاعدة القانونية وتعديل النظام الاساسي واتمام نظام العضوية". وأشار الى "التحديات المتربصة ومنها تمويل الخدمات في الجمعية الوطنية لكون التمويل يضمن استقلاليتنا ونحن في اول الطريق مع انشاء قسم لجمع التبرعات والتسويق، المحافظة على روحية الصليب الاحمر وضمان تطبيق المبادىء السبعة في كافة المجالات خاصة في ظل التوسع الكبير والسريع للجمعية الوطنية، التحدي الكامن في الاسراع بتمتين التنسيق والتواصل على الصعيد الداخلي مع الفروع كما وتبادل الخبرات والتواصل الخارجي، لا تقل شأنا عن ذلك كله متابعة استجابتنا الفعالة للازمة السورية التي قدمنا لها الكثير منذ اندلاعها كما نراه بالارقام. واذ كان هناك من تحديات عظام لتنفيذ مهمات الاغاثة، فيجب، مهما يكن، إلقاء الضوء على نقاط القوة التي تتمتع بها الجمعية الوطنية من حيث قبولها على الارض، واحترام كافة اطياف المجتمع لها مما يؤمن لها المسار الامن، وامكانية دخول مناطق حدودية بعيدة من التي لا تجرؤ على دخولها المنظمات الحكومية وغير الحكومية. وعلى سبيل المثال لا الحصر: منطقة "خط البترول" حيث لنا اليوم فيها برنامج مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر".