أشار وزير الثقافة ​ريمون عريجي​ إلى أنّ "التراث الثقافي غير المادي، مصطلح بدأ التداول به في سبعينيات القرن الماضي وكان يسمّى الفولكور أو التراث الشفهي أو الثقافة الشعبية وذلك تمييزاً عن التراث الثقافي المادي وبدأ الاهتمام الجديّ بهذا التراث غير المادي مع صدور إعلان 1998 عن اليونيسكو حول روائع التراث غير المادي، الإعلان الملزم رأى النور مع اتفاقية اليونيسكو للعام 2003 حول الحفاظ على التراث والذي دخل حيّز التنفيذ سنة 2006 كأوّل وثيقة قانونية وقّع عليها حوالى 160 دولة".

وفي كلمة له خلال مؤتمر وطني عن ""دور التراث الثقافي غير المادي في المحافظة على التنوّع الثقافي وتعزيز المواطنة والتنمية المستدامة" في جامعة الروح القدس، أضاف: "هذا الإعلان وصّف التراث غير المادي بالتقاليد وأشكال التعبير الشفهي والحركي والفنون والعروض والطقوس والاحتفالات والعادات والتقاليد وسائر المهارات اليدوية المرتبطة بالفنون الحرفية والقدرات الإبداعية لدى الشعوب. ولقد جرى تدعيم هذا الإعلان باستحداث صندوق ترعاه المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) التابعة للأمم المتحدة وذلك لحماية هذا التراث ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وللمحافظة على حقوق المبدعين".

وتابع قائلاً: "لبنان أحد الدول الموقّعة على اتفاقية العام 2003 وتم اختيار الزجل كأول عنصر من التراث غير المادي اللبناني. وفي العام 2015، أُدرج على القائمة التمثيلية البشرية لدى اليونيسكو بالتعاون بين الوزارة واللجنة الوطنية لليونيسكو. هذا النوع من الشعر المحكي والمغنّى على المنابر، أحد سمات إبداعاتنا الشعبية، توارثته الأجيال وشكّل ذاكرة لمساراتنا الاجتماعية والإنسانية والسياسية وعلاقات الشرائح في مجتمعنا اللبناني، ومدى تعلّقنا بهذا التراث المتوارث من أجيال بعيدة، ويشكّل فرادة شعبنا في توثّباته وأحلامه وأشكال تعبيراته في الحياة اليومية وعاداته وتقاليد الفرح والحزن والولادات والفصول والغناء والموسيقى والمسرح والرقص... هذه الأنماط والممارسات نخاف عليها من الزوال، بفعل هجمة العولمة وضغوطات التغيير وشرور التّنميط في الملبس والتعابير وممارسات اليوميّ وعدوى التقليد واستعمال الكلمات والتعابير".

واعتبر أنّ "التحدّي كبير، والحاجة على قدر المتاح، صارت ضرورة ملحة لحماية هذا الإرث الرائع، وذلك من خلال ترسيخه في الأرياف والمناطق حيث يشكّل نماؤه ارتباطاً بالأرض والجذور ويخلق فرص عمل جديدة ويكوّن عامل جذبٍ سياحي وذلك من خلال خطة إنمائية مستدامة".

واكد "إننا في وزارة الثقافة نعمل في هذا الاتجاه، وعلى سبيل المثال، وبموجب اتفاق مع جامعة الروح القدس، عهدنا إلى دوائرها الفنية بإعادة تأهيل الموثّقات الصوتية والمرئية، من تسجيلات وأفلام لحفظها تبعاً".