رأى الوزير السابق ميشال إده ان "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصل الى الرئاسي بالعناد والارادة الصلبة الفولاذية. انتظر 28 عاماً ووصل. حفر جبل الرئاسة بالابرة. بل خيّط الرئاسة خيطاً خيطاً"، معتبرا ان "الحظ لم يصنع رئاسة الجنرال كالرئيسين شارل حلو وسليمان فرنجيه، ولا المفارقة كالرؤساء فؤاد شهاب وامين الجميل والياس هراوي. انتظرها بصبر اطول من صبر الرئيسين الياس سركيس ورينه معوض".

ونقل إده في حديث لـ"الأخبار" عن عون قوله له ذات يوم من عام 2015: "إما انا رئيس او لا احد. في انتخابات 2007 ــــ 2008 اخطأت، ولم يكن من المصيب ان اقبل بسواي رئيساً للجمهورية. لن أكرر هذا الخطأ مرة اخرى، ولن ادع احداً يصل كما فعلت مع ميشال سليمان. انا او لا احد"، مشيرا إلى انه "بالتأكيد صدقته، ورددت هذه العبارة في اكثر من مكان وامام اكثر من مسؤول وشخصية. صدقته لأنني اعرفه جيداً. اقول ذلك لأنني عايشت رؤساء لبنان جميعهم منذ اولهم الشيخ بشارة الخوري حتى آخرهم. جميعهم تفاوتت فرص وصولهم الى الرئاسة. بينهم مَن كانت لديه شعبية، وبينهم مَن كانت شعبيته مقبولة، كما بينهم مَن لم تكن لديه اي شعبية على الاطلاق. لكن احداً لم يحظَ بشعبية هائلة كالرئيس عون. لا زعيم مسيحياً في تاريخ لبنان امتلك شعبيته".

ورأى ان "اهمية انتخاب عون اليوم ان لبنان في حاجة الى رئيس بمواصفاته من وطأة المشكلات التي يواجهها. ليست المسألة ادارة ازمة فحسب".

وعن السجال الدائر حول الحقائب على هامش تأليف الحكومة الجديدة، قال: "كل الحقائب اساسية. من اين يأتون بتمييز هذه عن تلك؟ صعوبة المشاكل التي نجبهها اليوم تجعل وزارات يصفونها بأنها ثانوية اكثر من اساسية".

وأضاف "كل الحقائب مهمة، وكلها سيادية على قدم المساواة. نحن نعيش بفضل تحويلات المغتربين في الخارج. في ما مضى كانت تتدفق من البرازيل والارجنتين والمكسيك، ثم انقطعت وانتقلت الى افريقيا. الآن تأتي التحويلات من الخليج العربي الذي يمر بدوره في ازمات سياسية مهمة ومقلقة. لا يتوقعن احد معجزة من الرئيس عون. الوضع سيئ، الا ان خيار رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ جنباً الى جنب مع رئيس الجمهورية من شأنه ان يساعد على تجاوز المشكلات، خصوصاً وانهما يمثلان الاكثرية الشعبية عند المسيحيين والسنّة، من غير ان نغفل وقوف رئيس مجلس النواب نبيه بري معهما. الثلاثة يريدون التعاون معاً، لكن المطلوب من الافرقاء الآخرين التعاون معهم ايضاً، فكيف ونحن محاطون بدول الجوار في حال يرثى لها: سوريا في حرب، العراق صار اكثر عراقات، مصر تقترض 13 مليار دولار لتقف على قدميها، السعودية تواجه مشكلة اليمن، ايران تحاول فك الحصار عنها. في مرحلة كهذه اعتقد انه الرئيس الوحيد الملائم لمرحلة كهذه بلا اي منافس".