بعد انقطاع دام أكثر من سنتين على آخر عرض عسكري بمناسبة الإستقلال ها هو وجود الرئيس الجديد يدبّ الحياة في المؤسّسات.

في ​جادة شفيق الوزان​ جرت الاستعدادات على قدم وساق للعرض العسكري السنوي بمناسبة الاستقلال، والاجراءات الامنية كانت مشدّدة والرسميون والصحافيون وصلوا الى تلك البقعة التي أقفلت أمام الجميع بإستثناء هؤلاء.

ومنذ الصباح الباكر تمركزت الوحدات وبدأت تدريباته للعرض مترافقة مع عزف لكورال الجامعة اللبنانية على عكس السنوات الماضية التي وحدها فرقة الكونسرفاتوار الوطني كانت تنشد فيها بحسب ما علمت "النشرة". اللافت في هذه المناسبة كان وجود أربعة مقاعد على المنصّة الأماميّة الأولى لرئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والثانية لرئيس المجلس النيابي نبيه برّي، فيما جلس على كرسيين آخرين رئيسا حكومة تصريف الأعمال تمّام سلام ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، فيما وجب حضور رئيس حكومة واحد لو صدر مرسوم تشيكل الحكومة في وقت سابق.

دقّت الساعة الثامنة والنصف فوصل علم الجيش اللبناني تلاه وصول اللواء الركن رئيس الأركان حاتم ملاّك فقائد الجيش العماد جان فهوجي فوزير الدفاع سمير مقبل، فالحريري وسلام ثمّ بري لتختتم قائمة الحضور بوصول رئيس الجمهورية الذي وضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري ويبدأ استعراض القوى الذي إفتتحه الرئيس وكما جرت الأعراف بالسير بالسيارة العسكرية يرافقه وزير الدفاع حتى وصل الى منصة الحضور.

إستعرض الرئيس عون كما الحضور نخبة الأفواج في الجيش اللبناني والقوى الأمنية وابتدأ العرض بالوحدات الراجلة التي ضمت قوات الامم المتحدة، والقوات الجوية، لواء الحرس الجمهورية وألوية المشاة، أفواج الحدود البرية، سرية مكافحة الشغب في فوج التدخل الثالث وقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة لأمن الدولة والأمن العام والجمارك العامة وغيرهم...

الوحدات التي تسير بخطى رياضية وفي طليعتها أفواج التدخل، السرية الخاصة في قوى الأمن الداخلي، سرية من شعبة المعلومات، فوج المغاوير، فوج مكافحة الإرهاب والتجسس، فوج المجوقل وفوج المغاوير ومغاوير البحر، ليختتم العرض بالوحدات المؤللة ومنها ألوية الدعم وأفواج التدخل.

قرابة الساعة الحادية عشر إنتهى العرض العسكري غادر الرئيس عون الى قصر بعبدا لتقبل التهاني، في حين بقي بري والحريري حيث دارت دردشات بعد التهنئة بالعيد لم تخلُ من الأحاديث السياسية والأسئلة حلو الوضع الحكومة وما آلت اليه الأمور على هامش نهاية الاحتفال بالمناسبة، لينطلقا بعدها في سيّارة رئيس المجلس النيابي الى القصر الجمهوري في بعبدا.

وما رصدته "النشرة" في مكان الاحتفال أحاديث قصيرة بدت متفائلة بالولادة الحكوميّة ومبشّرة بتشكيلها، والتي وبحسب أحد السياسيين الّذين التقتهم أكّد أن "الحكومة لم تتأخّر ولادتها، إذ لم نتجاوز بعد الشهر على إنتخاب رئيس للجمهورية، وبالتالي لا زلنا ضمن المدة الزمنية الطبيعية لتأليفها"، آملا في "إزالة العثرات التي تؤخر التأليف بأسرع وقت".

حلّ عيد الإستقلال إستثنائياً هذا العام بعد تمادي الشغور في سدّة الرئاسة فترة طويلة وحضور الرئيس المنتخب الّذي لا يشبه أي رئيس آخر، وهو ليس الآتي فقط من رحم المؤسسة العسكرية التي تبقى فرحتها منغصّة في ظلّ إستمرار عدم معرفة مصير العسكريين المخطوفين لدى "داعش"! إنّما لخبرته أيضًا كرئيس لحكومة عسكرية في تسعينيات القرن الماضي.