اعتبر مفتي الجمهورية السابق الشيخ محمد رشيد قباني، في تصريح أن "القرار الرسمي الصادر عن الجهات الامنية اللبنانية باخلاء مخيم ​الريحانية​ للاجئين السوريين في عكار شمالي لبنان، والذي يضم أكثر من ثلاثمائة عائلة وألف لاجئ سوري من رجال ونساء وأطفال اجبرتهم الحروب السورية الدولية المدمرة إلى اللجوء إلى لبنان والإقامة فيه ووفرت لهم هيئات الإغاثة العربية والدولية الخدمات الصحية والغذائية والاجتماعية بحدها الأقل من الأدنى، يترتب عليه تشريدهم في موسم الشتاء والمطر والبرد والثلج الذي ينتظرهم ويلاحقهم".

ولفت الى أنه "اذا كانت الجهات الرسمية تعلل قرار إخلاء المخيم بأسباب أمنية لم يظهر لها خيال بعد في المخيم الآمن، فيجب على الجهات اللبنانية الرسمية المعنية، عدلا، أن توفر لهم ملاذا آمنا فيه التأمينات الصحية والغذائية والاجتماعية الحالية للعيش بكرامة إنسانية قبل إخلاء مخيمهم، وقد يكون هذا متعذرا إنجازه بسرعة أمام موسم الشتاء والبرد القارس، مع العلم أن الدولة تضبط أمن المخيم مع لجنة المخيم الذي لم يظهر فيه أي إخلال بالأمن حتى الآن".

وتوجه قباني الى المسؤولين اللبنانيين قائلا: "لا بد من الشفقة والرحمة بالرجال والنساء والأطفال والعجز الفارين من بلدهم وبيوتهم من نيران الحروب السورية الدولية المدمرة على أرضهم وفي بلادهم. وليعلم الجميع أن الأمن الذي يريده المسؤولون ونريده نحن أيضا لبلدنا لبنان سوف تخل به يوما ما هكذا مظالم، ونكون حينئذ نحن الذين نخرب بيوتنا وأمننا بأيدينا وقراراتنا غير المدروسة بكل أبعادها، مهلا وقليلا من الرحمة ورفع المظالم عن لاجئي مخيم الريحانية في شمالي لبنان"، مضيفا: "لا تنفذوا القرار ولا تشردوا النساء والأطفال كي لا تذوقوا ما ذاق ويذوق إخوتكم السوريون من نكبات، وحينئذ سوف تبحثون عن الأمن وسط الدمار والحرائق والدخان في بلدكم لبنان الذي نحمد الله تعالى أن نجاه حتى الآن مما وقع في سوريا والمنطقة العربية المحيطة بلبنان، ودعوا مسيرة بلدكم لبنان الجديدة تنطلق بدون مظالم، إلا إذا أمنتم البديل بكرامة إنسانية قبل تهجير أبناء المخيم، إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".