أكّد قائد القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء ​منير المقدح​ أن أحدا لم يبلغهم بأي قرار لبناني بانشاء جدار حول مخيم "عين الحلوة" أو حتى أبراج بين مراكز ​الجيش اللبناني​، لافتا الى انّهم استغربوا انطلاق العمل في هذا الاتجاه وتم التفاهم بوقت لاحق على ابعاد الأبراج عن منازل اللاجئين.

وشدّد المقدح في حديث لـ"النشرة" على وجود "موقف وقرار فلسطيني موحد رافض لانشاء السور"، لافتا الى ان "ما نريده ونسعى اليه سور محبة مع اشقائنا اللبنانيين وليس سورا يعزلنا ويلف المخيم، خاصة اننا لطالما كنا في خندق واحد مع الجيش اللبناني".

خطة أمنية بديلة

وأشار المقدح الى ان "الفلسطيني في السنوات الماضية كان صمام أمان وعاملاً ايجابيًا في الداخل اللبناني"، مؤكدا أنّه لم يخرج من المخيمات الفسلطينية أي عمل أمني استهدف الاستقرار اللبناني. واضاف: "عقدت اللجنة الامنية العليا يوم امس اجتماعا أكّدت فيه رفضها اقامة السور، كما كان هناك لقاء مع الجيش ابلغناهم فيه قرارنا هذا واتفقنا معهم على قيام ورشة عمل فلسطينية تضع خطة أمنية بديلة لوقف العمل بالجدار"، لافتا الى انّهم طالبوا الجيش خلال فترة ورشة العمل بوقف بناء السور ولا زالوا ينتظرون جوابا منه.

وحثّ المقدح على وجوب "قيام العهد اللبناني الجديد بفتح الملف الفلسطيني بكل جوانبه وعدم اقتصار الموضوع على المنحى الأمني، خاصة ان نسبة ​البطالة​ في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين تخطت الـ70% باعتبار انّهم ممنوعون من مزاولة ما يزيد عن 70 مهنة كما أنّهم محرومون من حقوقهم رغم موافقتهم على كل ما تفاهم عليه اللبنانيون على ​طاولة الحوار​ وسيرهم بملف تنظيم السلاح".

توتر وامتعاض

وردا على سؤال، اشار المقدح الى ان الجيش اللبناني يتحدث عن هواجس أمنية تدفعه لبناء السور، "علما اننا شكلنا سياجا للوطن وبالتحديد منذ اندلاع الازمة السورية وكنا عاملا ايجابيا منع استخدام المخيمات للقيام بعمليات أمنية داخل لبنان"، موضحا انّهم اظهروا تعاونا كبيرا بملف المطلوبين، وسلموا ما يزيد عن 60 منهم. وقال: "ملف المطلوبين كان يسير بوتيرة سريعة، واذا بقيت مجموعة صغيرة منهم، فهي كانت ستسلم نفسها تلقائيا... ولكن لماذا نعاقب مخيما بأكمله بسبب مجموعة قد لا تتخطى الـ20 فردا؟"

وتساءل: "اليس في لبنان العشرات من المطلوبين الذين تتم مراعاتهم تجنبا لفتنة معينة وخلافات سياسية؟"

واشار المقدح الى وجود "توتر وامتعاض شعبي داخل المخيم تجلى بمظاهرة خرجت البارحة خاصة ان هناك من يحرّض على القيادات الفلسطينية لعدم اتخاذها أيّ موقف واضح من السور، لذلك كان هناك اجتماعا يوم أمس خرج بقرار واضح لجهة رفض الجدار".