في وطني لبنان يعتقد البعض ان صفة الحليف تقف عند بابه وحده مطلقاً على نفسه صفة الحصرية في تحالفه مع خيار المقاومة، حتى ان ذاك البعض ذهب في غلوه الى حدود لا متناهية وبات واثقاً من امتلاكه وحده مفاتيح مذهبة لخزائن جنة السلطة وصار يتصرف وكأنه المخول الوحيد لتوزيع جوائز الترضية على حلفاء اليوم اخصام الامس ليتحول بذلك خصم الامس الى حليف اليوم ومن حليف الامس الودود ليصبح اليوم الخصم اللدود.

امام هذا الواقع المرير الذي اوصلنا الى هذه الازدواجية في المفاهيم والمعايير كيف لنا ان نصف ما حصل في لبنان من انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية انه انتصار لخيار المقاومة بعد ان ظهر لنا جلياً نوايا ذاك البعض الذي يعتقد انه يمتلك مفاتيح خزائن السلطة والذي لم يزل يعيش في زمن الحرب اللبنانية مطالباً باسترجاع حقوق طائفية وهمية معتقداً انها سلبت من طائفته مهدداً بالفيديرالية تارة وبفض الشراكة وصيغة العيش المشترك تارة اخرى محدداً الاحجام والكمية والنوعية للمكونات اللبنانية قاصداً تحجيم حليف خيار المقاومة الازلي الابدي العروبي الاصيل العنيد سليمان فرنجية.

نسأل: لمصلحة من ومن هي الجهة المستفيدة؟

فاذا كان الفرقاء اقروا جميعهم بضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة الاولى للعهد الجديد واولهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اقر بان الحكومة لن تستثني احداً مطلقاً على الحكومة صفة التوافق الوطني واذا كان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي اراد لحليفه رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه حصة وزارية تليق به كحليف للمقاومة اقر بان المشكلة ليست عنده واذا كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد صرح من قصر بعبدا انه مع بري ظالماً كان ام مظلوما فمن يكون المسبب بتأخير تشكيل الحكومة؟

ان المحاولات النافرة لا تصب الا في مصلحة خصم الامس حليف اليوم اي في مصلحة من نصب نفسه عراب وصول الرئيس الى سدة الرئاسة.

ان المستفيد الوحيد من تصرفات الحليف الحصري لخيار المقاومة هو من صار اليوم حليفاً طائفياً بعدما كان خصماً لدوداً ومن نفس الطائفة وبعد ان ناصب خيار المقاومة العداء المستميت مفضلاً التعامل مه عدو الامة والمقاومة اسرائيل منذ نشأته وتكوين حزبه ولم يزل حتى يومنا هذا والى المستقبل المنظور سيظل هكذا.

اقول وبكل جرأة،

اننا امام معضلة اساسية في اقناع انفسنا بصحة بعض خيارات المقاومة فاما ان تحفظ المقاومة حلفاء الامس واليوم والغد حتى النهاية واما وجب علينا الاقرار وبالنقد الذاتي ان نعترف بخطأ الخيارات التي فرضت علينا حفاظاً على تحالفات غير مقنعة كالحلف الرباعي في انتخابات نيابية مشؤومة.

من هنا وحفاظاً منا على المقاومة وخيارها الذهبي الابدي الازلي في مواجهة اعداء الامة العربية اسرائيل واعوانها وحفاظاً على الخيار الذي تبنيناه وحميناه ودافعنا ودفعنا الكثير في سبيل الحفاظ على خيار المقاومة الذهبي ودفاعاً عنه والذي لن نحيد عنه مهما كانت الصعوبات والضغوطات والمغريات وجب علينا وعلى المقاومة ان نحفظ الحلفاء الشرفاء والامساك بيدهم حتى النهاية في السراء والضراء واعطاء كل ذي حق حقه وكل ذي حجم حجمه تماماً كما تمسكت المقاومة بخيارها الرئاسي وصولا الى ما نحن عليه اليوم وان نعترف ان للحليف العربي العنيد سليمان فرنجيه كما كل الحلفاء الذين تمسكوا بالخيار الذهبي حقاً علينا ويجب انتزاع هذا الحق ممن يعتقد انه يمتلك مفاتيح الجنة قبل ان ياتينا يوم نفاجأ فيه بأن مفاتيح جنة السلطة صارت خشبية.