شكّل موقف الشاب ​باسل الأمين​ على مواقع التواصل الاجتماعي موضوع جدل على المواقع نفسها. ورغم حماية الفقرة "ج" من مقدمة الدستور اللبناني على حرية التعبير، الا ان البعض رأى في موقف الأمين تجاوزاً لحدود التعبير عن الرأي لما فيه "مسّ بهيبة الدولة". فقد نشر الأمين عبارة قال فيها "صرماية اللاجئ والعامل والمواطن السوري بتسوى جمهوريتكم وأرزكم ولبنانكم ويمينكم واستقلالكم وحكومتكم وتاريخكم وثورتكم ورؤساكم شو فهمنا؟". وأدّت هذه العبارة إلى توقيفه في مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية بعد التحقيق معه.

توقيف الأمين لم يمرّ مرور الكرام ايضا على مواقع التواصل الاجتماعي التي لام جزء من روادها باسل على "تعدّيه بحق الوطن"، فيما جزء آخر اعتبر أنه لا يحق لأي كان قمع آراء المواطنين.

وترى المغردة "فاتن" أن "الوطن هو من تشعر تحت مظلته بالكرامة، الحرية، الامان، العدل"، لافتة إلى أنه "يجب دعم الوطن ونصحه وليس نقده، فانه ان اخطأ سيكون غير عامد". وتوجه علي وهبة إلى الأمين بالقول "هذه الارزة التي تهينها استشهدوا خيرة شباب الوطن وخيرة القادة لتبقى مرفوعة ولتبقى كرامة الوطن وليس لتهينها انت ببعض الكلمات"، مشيراً إلى أنه "من يهين الارزة والوطن والبلد لو كان اخي سأطالب بسجنه".

وتعتبر ريما أحمد أنه "يمكننا انتقاد السياسيين وكثير منهم يستحقون الإهانة لكن يبقى خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها وهي الجيش والمقاومة الذين دفعوا دماً لتعيش أنت". وتدعو فيولا مخزوم الى الحفاظ على الوطن، مشيرة إلى أن "خسارة الوطن يعني خسارة الأمان والدفء وخسارة الأرض والتراث والعائلة وخسارة الشرف والكرامة فالوطن غالي".

ويشير المغرد عباس زهري إلى أنه "لا يمكنني ان ادخل واكسر جريدة الشرق الاوسط لانها اهانت العلم اللبناني وارضى بهكذا بوست"، اشارة إلى تصريح الأمين، ويضيف "عندما تكتب هكذا بوست كيف ندافع عنك فهذا موقف محرج وضعتنا به". ويوافقه الرأي ايلي بو موسى ويقول "كثر هم من استشهدوا في هذا البلد ليدافعوا عن حرية الرأي لكن ما كتبته انت ليس حرية رأي فقد تجاوزت الحدود والقانون سيحاكمك بالقدر الذي تكلمت فيه".

في سياق منفصل، برز عدد من النشطاء الذين اعتبروا توقيف الأمين قمعاً للحريات رافضين توقيفه ومحاكمته. فيرى محمد حركة "انني شخصياً ضد الوصف الذي اطلقه الأمين بحق الوطن واهله لكنني ضد التوقيف على اساس قمع حريتنا بالتعبير، فالشاب باسل الأمين "زادها" بالتطرف المعاكس في رفضه للتطرف، لكن ليس لدرجة توقيفه ومحاكمته".

أما الاعلامية بولا يعقوبيان فتلفت إلى أن "باسل الأمين 21 عاما مَس هيبة دولتنا برأي فايسبوكي أتى ردا على عنصرية بعض ما يبث تلفزيونيا وهو موقوف الان بتهمة مَس "الهيبة". وتستهجن فاطمة نصرالله بالقول "كلمة حرة في بلد ديمقراطي مصيره التوقيف".

وتشير دجى داوود إلى أن "توقيف باسل الأمين أشبه بحكم جماعي بمنع الشتم أو الانتقاد، خوفاً على "اهتزاز العرش" الذي لا يهزّه كلّ هذا السلاح والانفلات والفساد والظلم".

تجريح بحق الوطن على مواقع التواصل الاجتماعي هو كالقدحِ والذمّ قد يوصل إلى السجن إن تعدى الخطوط الحمراء. فالوطن والعلم والأرزة الّتي هي رمز الوطن تبقى فوق كل اعتبار وفوق كل حريّة، والتراب اللبناني مقدّس بقدسيّة حرمة اللبناني، ولا يجوز بمطلق الاحوال اطلاق الشتائم والسباب للمقدّسات أبدا كرمى لأيّ لاجئ في لبنان مهما كانت جنسيّته لأنّه ضيف وتحت سقف القانون، وعلى اللبناني أن يعي أن لبنان يشرّف العالم أجمع، وحريّته تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، وهكذا حرية التعبير التي تنتهي عندما يكون الوطن مستهدفاً. فهل القدح والذمّ بحق الوطن هو ثقافة المواطنة أم خلل عقلي؟!