التجسد الالهي فعل حب لامتناه من قبل الله لاجلنا. بعد أن عجزنا من العودة والرجوع اليه، اتى هو الينا ليتفتدينا ويخلصنا ويقيمنا من موتنا ويمنحنا الحياة الابدية والخلاص. الله الذي احب الانسان فخلقه حبا به. لكن الانسان الذي تكبر وشاء ان يكون الها قبل الله أخطأ بمحدوديته ومعطوبيته وجلب على نفسه الموت والتعب والالام والشقاء والعذاب. وعاد الله في ملء الزمن، بحنوه ورحمته وارسل ابنه الحبيب الوحيد متجسداً بقوة الروح القدس من مريم العذراء ليعيدنا الى حبه. وتألم الابن الحبيب ​يسوع المسيح​ وصلب ومات وقبر وقام وخلصنا وافتدانا واقامنا معه واعادنا الى عند الاب بعد ان صالحنا بموته لاجلنا، مع الاب فاتحا لنا معه ابواب السماء. هذا هو في العمق معنى الحب المخزون في ايماننا وتجسده لاجل خلاصنا.

في يسوع المسيح بدأ ملك الله لأن يسوع المتجسد هو كيان الهي فيه اكتمل رجاء العهد القديم والله اللامنظور صار منظوراً مدركاً بيسوع المسيح المتجسد في المكان والزمان والمجتمع والجغرافيا والتاريخ. من هنا من أراد أن يعرف الله ومن هو الله ومن هو الانسان عليه أن ينظر الى يسوع المسيح ويحبه ويتبعه لتكون له الحياة والخلاص. هذه هي النظرة الانتووبولوجية اللاهوتية للاهوت التجسد والغذاء والخلاص. يسوع هو الضامن للحياة والسلام والخلاص والحرية. هذه هي حيرة العقل والقلب أمام سر اللاهوت والناسوت.

البشرى الخلاصية المليئة بالفرح والنور "انني ابشركم بفرح عظيم" هذا الفرح هو شخص يسوع المسيح.

يسوع المسيح الذي هو إبن الله في الجسد المرئي هو إبن الله الأزلي. وقد صار انساناً في الزمان والمكان: في زمن أوغسطس قيصر: "هذا أمر من أوغسطس قيصر" وفي بيت لحم حيث ولد يسوع " هو القائم في صورة الله لم يعتد مساواته لله حالة مختلسة بل لاشى ذاته آخذاً صورة عبد.

صار شبيهاً بالبشر؟ فوجد كإنسان في الهيئة. ووضع نفسه. وصار ضائعاً حتى الموت، موت الصليب". (الرسالة الى أهل فيليبي 2/6-8).

ويوحنا يقول في بدء انجيله: "والكلمة صار جسدا. وسكن بيننا وقد شاهدنا مجده، مجد وحيد من الاب" (يو 1/14)" ونحن نردد ونقول في قانون الايمان: "من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسد من مريم العذراء وصار انساناً".

فيسوع اذا هو اله حقيقي وانسان حقيقي. وهذا ما اعلنه مجمع أفسس سنة 431 ومجمع خلقدونية سنة 451، ضد تعاليم نسطوريوس القائلة بوحدة اللاهوت والناسوت في يسوع المسيح. أي أن في المسيح طبيعة واحدة لا طبيعتان الهية وانسانية وقد قام الراهب افتيخيوس يفسر هذه العقيدة تفسيراً خاطئاً وقال بامتزاج الطبيعتين ناكرا التمييز بينهما. وأكد أن ناسوت يسوع المسيح قد دخل لاهوته مثلما تدخل نقطة من العسل في البحر وقال ان في المسيح طبيعة واحدة الهية، ونحن نقول اذا الغينا الجسد من شخص المسيح فكيف تألم وصلب ومات وقام لاجل خلاصنا، هذا يوقعنا في مظهرية تلغي أساس ايماننا بالموت والخلاص، لذلك نحن نؤمن بالتجسد وان المسيح ابن الله تجسد من مريم العذراء آخذا جسدا مثلنا خاضعاً لناموس الطبيعية بالوجع والألم والموت والخلاص والقيامة. لذلك نحن نصلي في ليتورجيتنا أو طقسنا الماروني قائلين: "وحدت يا رب لاهوتك بناسوتنا، وناسوتنا بلاهوتك حياتك بموتنا، وموتنا بحياتك. أخذت ما لنا ووهبتنا ما لك، لتحيينا وتخلصنا. لك المجد آمين".

ونحن نختم ونكسر هذا القربان الخبز السماوي جسد الكلمة للإله الحي "القداس الالهي" واهلنا يا رب أن تتقدس أجسادنا بجسدك القدوس "ونحن نختم ونكسر هذا القربان الخبز السماوي جسد الكلمة الإله الحي "القداس الالهي" وأهلنا يا رب ان تتقدس أجسادنا بجسدك القدوس وتتنقى نفوسنا بدمك الغفور "وجسد ودم ربنا يسوع المسيح يعطينا المغفرة خطاياي وللحياة الابدية (القداس الالهي) فالمسيح اذا شخص واحد في طبيعتين. ان وحدة الله والانسان في يسوع المسيح لا تزيل شيئاً من انسانية يسوع فهو إله كامل وانسان كامل.

نؤمن انه اله حقيقي وانسان حقيقي

هذا هو ايماننا وبرب واحد يسوع المسيح إله من إله نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق مساوٍ للآب في الجوهر...

"واحد هو، وهو نفسه تام في اللاهوت وتام في الناسوت. إله حقيقي وانسان حقيقي... مساوٍ لنا في الجوهر بحسب ناسوته... واننا نعترف بمن هو واحد وهو المسيح. القائم في طبيعتين متحدتين من دون اختلاط ولا تحول ولا انقسام ولا انفصال (دانتسنغر 3,1- 3,2).

المسيح شخص واحد في طبيعتين الهية وانسانية

المجمع المسكوني الخامس، مجمع القسطنطينية الثاني (سنة 553) اقر الصيغة النهائية التي تقول ان المسيح شخص واحد في طبيعتين، طبيعة إلهية وطبيعة انسانية (424-425) وعلينا ان نعرف ان وحدة الله والانسان هذه في شخص يسوع المسيح لا تزيل شيئا من انسانية البشرية ولا تلغي الحرية الانسانية (دانتسنغر 556) كما أوضح مجمع القسطنطينية الثالث (680-681).

صار المسيح ابن الانسان لنقدر نحن نصير ابناء الله

المهم من كل هذا أن نعرف ان ابن الله تجسد وصار انساناً من أجلنا ومن أجل خلاصنا صار المخلص ابن الانسان لنقدر نحن ان نصير ابناء الله (لاون الكبير) "لما بلع ملء الزمان، ارسل الله ابنه الوحيد مولودا من امرأة، مولدا تحت الناموس وننال التبني بولس الرسول (غل 4:4-5).

التجسد والميلاد والعتب والموت والقيامة واحد

فالميلاد والتجسد والصلب والموت والقيامة وحدة مترابطة متلازمة متكاملة الحلقات والحركة اللولبيّة المتصاعدة، واحب هنا ان اشير الى الدور العظيم الذي قامت به مريم بالرغم من خطورته وامكانية تعرضها للرجم لو لم يكن يوسف رجلها صديقاً ولم يرد أن يشهرها، فحماها بحبه وصمته الرجولي الالهي، هذا الدور يعلمه ويعتقد به الكاثوليك والانجيليون. فالتعليم المسيحي الانجيلي للبغالين يقول: "مريم جزء من الانجيل فمريم ليست "كاثوليكية وحسب انها انجيليّة ايضا (المسيحية في عقائدها التعليم المسيحي الانجيلي للبالغين نقله من الالمانية الى العربية، المطران كيرلس سليم بسترس، منشورات المكتبة البوليسية ص 192) "هذا ما ينساه البروتستانت بسهولة".

(1)لاهوت