عادت ​بوسطة عين الرمانة​، التي تذكّر بإنطلاق شرارة ​الحرب اللبنانية​ إلى الواجهة من جديد، وسط معلومات عن تحوّلها إلى مطعم نقّال يقدم وجبات مجانية للقضاء على الجوع، في ظل المعاني الثقافية والوطنية التي تحملها، والتي من المفترض أن تساهم في تحويلها إلى معلم ثقافي يحذر من تكرار الأحداث المأساوية‎، على قاعدة: "تنذكر وما تنعاد".

في هذا السياق، يعرب مالك البوسطة الحالي سامي حمدان، في حديث لـ"النشرة"، عن صدمته من إنتشار مثل هذه المعلومات على بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، ويؤكد أنه لم يقدم على بيعها كي يتم إستغلالها في أي مشروع من قبل أي جهة رسمية أو غير رسمية، ويضيف: "علمت بالحديث عن تحويلها إلى مطعم كغيري من المواطنين بالرغم من أنني المالك الفعلي لها".

ويشدّد حمدان على أنه لن يقدم على بيعها في أي وقت، بل ان ما يريده هو تحويلها إلى معلم ثقافي أو تربوي تاريخي يحذر من تكرار الأحداث التي شهدتها البلاد، ويدعو المعنيين إلى التعاون معه في هذا الإطار كي ينجز هذا المشروع على حياته، ويضيف: "آمل أن لا أورث هذه القضية إلى أولادي".

ويؤكد حمدان أن البوسطة لا تزال على حالها، ولم يحصل لها أي عملية ترميم، ويطلب عدم إستثمار إسمها في أي مشروع ليست معنية فيه، ويوضح أنه منذ أكثر من 10 سنوات عندما أقيم مهرجان في ميدان الخيل أعلن أنه لن يبيعها لو عُرض عليه الملايين من الدولارات.

على هذا الصعيد، علمت "النشرة" أن المطعم المذكور هو عبارة عن مشروع أقيم في منطقة عين الرمانة، وهو تابع لـ"​جمعية سعادة السماء​" التي تقوم بالعديد من الأنشطة الإنسانية في هذا المجال، حيث يؤكد رئيس الجمعية الأب مجدي علاوي أن البوسطة المستخدمة في المشروع ليست تلك الشهيرة التي يملكها حمدان، ويلفت إلى أن الهدف من هذا المشروع هو إلغاء فكرة الحرب التي لها إنعكاسات سلبية، ويضيف: "حرب الجوع أخطر من أي حرب، ومن خلال هذا المشروع ندعو إلى تقديم الطعام بدل القتل".

وينفي الأب علاوي، في حديث لـ"النشرة"، أن يكون هناك أي إشكالية حول الإسم مع مالك "البوسطة" الشهيرة، حيث يوضح أن المشروع يحمل اسم: "برغر سعادة السماء" أو "burger Bonheur du ciel"، ويضيف: "هذا المشروع الإنساني يقدم الطعام للأطفال، ويعمل على زرع الفرحة، كما ينظم أعياد ميلاد للإطفال، بشكل اسبوعي، الذين لا يستطيع أهلهم القيام بمثل هكذا نشاطات".

في المحصّلة، بوسطة عين الرمانة الشهيرة لم تتحول إلى مطعم وهي لا تزال في عهدة مالكها، لكن اللغط الذي حصل يعود إلى طريقة تغطية الأنباء عن المشروع الإنساني من قبل البعض، إلا أن هذا لا يلغي أهمية المعاني التي يحملها "برغر سعادة السماء"، والأنشطة التي تقوم بها الجمعية على كافة المستويات.