رأى العميد السابق لكلية الإعلام الدكتور ​جورج كلاس​، في حديث مع "النشرة"، أن "المواكبة الإعلامية لإعتداء اسطنبول الإرهابي، من جانب المؤسسات الإعلامية اللبنانية، كانت غير إحترافية وغلب عليها السبق على الإحترافية وغابت عنها الأخلاق الإعلامية ومسؤولية الصورة والكلمة".

وأوضح كلاس أن "المقصود هو الإرتجالية الإعلامية التي تبارى فيها الإعلاميون من ساحة الحدث، أي الساحة التي كانت ممكنة وهي مأساة أهالي الضحايا"، قائلاً: "نحن كمشاهدين ومراقبين رأينا إستغلال إعلامي للوجع والحزن بدون أي قيمة للروح والمشاعر الإنسانية".

وفي حين وجه كلاس تحية إلى كل من رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي وجه رسالة إلى الإعلام من أجل إحترام المشاعر الإنسانية، وإلى وزير الإعلام ملحم رياشي، الذي تمنى التعاطي بمسؤولية والتمييز بين السبق الصحفي والفرادة الإعلامية، أكد أنه لم يكن يجوز تجاوز الخصوصيات الحميمة وتعميم حالات الإنهيار التي تحصل على وسائل الإعلام.

ورأى كلاس أن "الإعلامي اليوم من واجبه التقيد بقانونين أساسين هما: ماذا يجب أن ينشر وماذا يجب أن لا ينشر، أي كيفية إدارة المعلومات وإيصالها باحترام"، معتبراً أن "إندفاع الإعلاميين بشكل غير مدروس وغير مهني أدى إلى ضرر"، محملاً المسؤولية إلى وسائل الإعلام لا إلى الإعلاميين، نظراً إلى أن لا أعلامي من دون وسيلة إعلامية.

وجدد كلاس التأكيد أنه ضد الإعلام التلفزيوني المباشر في ظل الأزمات، مشدداً على أن الحرية لا يجب أن تكون مشاعاً، قائلاً: "نحن بحاجة إلى إعادة تفعيل دور الإعلام الرسمي اللبناني وأن يكون هناك ناطق إعلامي رسمي"، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك قواعد صلبة وجيدة "لأن الإعلام بدأ يتدهور بعد أن كنا رواد النهضة العربية".