اشار رئيس اللجنة البطريركيّة المطران ​شكرالله نبيل الحاج​ إلى أنه "في 13 أيار 1917، ظهرت العذراء مريم على أطفال ثلاثة صغار في بلدة فاطيما البرتغال،وبلّغتهم رغبتها بأن يصلّوا المسبحة كلّ يوم على نيّة توبة الخطأة وعودتهم الى الله، وانتهاء الحرب العالمية الأولى وعودة السلام. ووعدتهم أنها ستظهر عليهم لمدّة ستّة أشهر، في 13 من كلّ شهر، وأنها ستُعلن عن هويّتها واسمها في الظهور الأخير وستجترح أعجوبة كبيرة تُثبت للعالم حقيقة ظهورها"، معتبراً أن "المُلفت للنظر أنّ ظهور السيدة العذراء على الأطفال جاء بعد 9 أيام من نداء راديوفوني قام به قداسة البابا في 5 أيار يُعلن فيه عن عدم إصغاء رؤساء الدول المتحاربة له – الحرب العالمية الأولى- وتوجّه نحو العذراء "سلطانة السلام"، طالباً منها التدخّل سريعاً".

وفي رئيس اللجنة البطريركيّة المطران شكرالله نبيل الحاج راى الحاج أنه "يأتي ظهور فاطيما ضمن سلسلة ظهورات "غير اعتيادية" في فرنسا بدأت بالظهور المعروف ب"الأيقونة العجائبيّة" في شارع دي باك في باريس سنة 1830، ثمّ في لاساليت 1846 ثمّ ظهور لورد الشهير سنة 1858، أخذت العذراء تنبّه خلالها، وفي ظهورات أخرى لاحقة، البشرية عن خطر ابتعادها عن الله وعن محبته وعن حفظ وصاياه وتعاليمه"، لافتاً إلى أن "السلطة الكنسية اعتبرت في التقرير الرسمي الصادر حول ظهورات فاطيما والسرّ الثالث سنة 2000 "أنّ ظهور فاطيما هو أخطر ظهور والأكثر نبويّة من بين كلّ الظهورات المريمية في تاريخ الكنيسة". وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني قال بأنّ "ظهور العذراء مريم في فاطيما هو طارىء وضروريّ أكثر اليوم منه حين ظهورها، وبأنه يفرض على الكنيسة جواباً" وذلك بعدما كان قد صرّح بأنّ "العالم قد دخل اليوم في أخطر مرحلة من تاريخه على الإطلاق، في المعركة النهائيّة بين الانجيل وكلّ ما هو ضدّد الانجيل". وقد زار قداسته عذراء فاطيما ثلاث مرات خلال حبريّته وعذا لها نجاته من محاولة اغتياله سنة 1981، وكرّس العالم لقلب مريم الطاهر طالباً من كلّ الأساقفة الاتحاد معه بهذا التكريس من خلال تكريسهم أبرشياتهم ورعاياهم".

وأكد الحاج أن "رسالة العذراء في فاطيما هي أولاً رسالة فصحية بامتياز. فالعذراء المدبّرة والقائدة لمسيرة بناتها وأبنائها الإيمانية، تشير بقوة إلى أولوية الخلاص في حياتنا. فالعذراء التي بينّت للرؤاة خطورة الخطيئة وأظهرت لهم مكان الهلاك، أرشدتهم بالوقت نفسه إلى إبنها صانع الخلاص وإلى التكرّس لقلبها الطاهر. والتكرّس هو أصلاً دعوة المؤمنين للإلتزام بمواعيد العماد أي الموت عن الخطيئة وعيش إنسان القيامة، إنسان النعمة والخلاص الجديد" وثانياً "هي رسالة إنجيلية بامتياز، فالعذراء التي تدعونا إلى إكرام قلبها الطاهر، إنما تذكرّنا بأولوية القلب أي أولوية المحبّة الإنجيليّة في حياتنا اليومية، وتدعونا إلى التشبه بقلبها الذي لم يعرف إلا المحبّة والعطاء ونكران الذات وتواضع الخدمة"، وثالثاً "إن رسالة العذراء في فاطيما هي أخيراً رسالة رجاء فمريم تؤكد بالنهاية على انتصار قلبها الطاهر، قلبها الإنجيلي، المؤمن المطيع، المتأمل بكلمة الله، الحافظ للكلمة والعامل بها، إنتصاره على الشر وعلى قوى الشرير وسلطانه وسلاطينه وذلك بقوة الصليب، ولمجد الثالوث الأقدس الآب والأبن والروح القدس، آمين".