انجرّ شادي (اسم مستعار) البالغ من العمر 20 عاما الى الآفة المجتمعية الأخطر، وهي المخدرات، فالطالب الجامعي الشاب أراد ان يجرب شعور متعاطي المخدرات، وتعلق بها وأصبح مدمنا. بدأت ظواهر الإدمان وتأثيراته تظهر عليه بعد فترة من انطلاق رحلته المريرة، وقد وصل به الأمر إلى حدّ السّرقة بعد ان كان والده قد منع عنه المصروف الشّهري بعد تدهور علاماته في الجامعة دون معرفة السبب. تعاطى المخدرات وسرق وانتهى به المطاف بقبضة القوى الأمنية.

ارتفعت في الفترة الاخيرة نسبة تعاطي المخدرات خاصّة بين الشّباب المتواجدين في المدارس والجامعات والذين تتراوح اعمارهم بين الـ15 والـ20 عاماً وكأنّ الامر اصبح موضة. ولكن أسباب الإقدام على تجربة تعاطي المخدّرات أعمق بكثير، فهي قد تكون بسبب الحشريّة فيتشجّع المتعاطي بعد رؤية من هم في محيطه يتعاطون، فيشعر بحب التجربة وتدفعه حشريته لدخول هذا العالم، أو بسبب التّساهل من قبل الأهل وعدم المتابعة والمراقبة، مشاكل كثيفة بين الولد وأهله والسيّطرة الزائدة من قبلهم عليه وعدم وجود حوار بينهم، التعرّض للضّغط من قبل الاصدقاء لتجربة المادة معهم، ويتمّ الإقتناع خصوصًا عندما يشكّل الاصدقاء اوليّة في حياة الشّخص، الاقتناع بالشعور بالمتعة، إذ انّ الشخص يكون على يقين انّ هذه المادّة تمدّه بشعور من الفرح والمتعة، والاصابة بمرض نفسي معيّن كالفصام الشّخصي او الإنحراف مثلاً.

العوارض

تختلف عوارض التعاطي باختلاف المواد التي يتم تعاطيها فلكل مادّة مخدّرة عوارضها الخاصّة بها، فالحشيشة مثلا تسبب جفاف الفم، خفقان، رجفة، خوف شديد، قيء، إضطراب في الذاكرة، صعوبة في التركيز، وإحمرار العينين، وفي بعض الاحيان يشعر المدمن بارتياح وسلام.

أما مادة الكوكايين فتسبب الإثارة، خوف وأرق، فقدان الشّهية تليها مرحلة إكتئاب، سرعة زائدة في ضربات القلب، تشنجات في العضلات، امكانية التعرض لسكتة قلبيّة، إضطراب في التنّفس، إضطراب في الشخصيّة، وغثيان.

أما الاخطر فهو الهيرويين ومن عوارضه زيادة في الاحاسيس، غثيان، إضطراب وقيء، إضطراب في ضربات القلب، اوجاع في العظام، الشّعور بعدم الإرتياح، إسهال، نشوة مكثّفة، نعاس، إنخفاض حرارة الجسم، وإحتمال كبير للدّخول في غيبوبة.

العلاج

من الضروري التنبه لحالات الادمان لدى الأشخاص واقناعهم بالخضوع للعلاج، اذ تتمّ المعالجة عن طريق الأدوية المعطاة من قبل الطّبيب المختصّ، وعن طريق المتابعة النّفسيّة مع المعالج النّفسي.

إنّ التّخلّص من الإدمان يجب ان يحصل عن قناعة من الشخص المدمن، حتّى ينجح ويستمرّ وطبعاً من خلال متابعة العلاج كما هو محدّد من قبل الإخصّائييّن، ومن الضّروري ايضاً أن يعلم أهل المدمن كيفية التعامل مع ولدهم لمساعدته في ضمان نجاح علاجه وإبعاده عن خطر الوقوع في فخ الإدمان مجددا.

أخصّائيّة في علم النفس العيادي