ان تزور القرى المارونية في قبرص، فمعنى ذلك ان تطلع على جماعة صلبة بايمانها وعاداتها وتقاليدها وتراثها الوطني والروحي، وعلى شعب صامد في ارضه، ومتجذر بتاريخه، على الرغم من كل الصعوبات والمحن التي مر بها.
تلتقي موارنة قبرص، في البلدة او الكنيسة او النادي، فتتعرف اليهم وكأنك لا تلتقيهم للمرة الاولى، لانك ترى فيهم جزءا من ماضيك، وصورة عن مستقبل مشرق، طالما ان هناك من يؤمن بتعاون الجماعة وقوة وحدتها، بموازاة الانفتاح على الآخر والتبشير بالتعددية.
اليوم يستبشر موارنة قبرص خيرا بالرئيس اللبناني القوي، وبالكنيسة المارونية الفاعلة. وقد اكدت الجماعة المارونية خلال زيارتنا لها، مع وفد ماروني لمناسبة عيد القديس مارون، انها تأمل خيرا بأن يحمل الرئيس العماد ميشال عون، قضيتها ويعيد اليها الاعتبار اكثر من اي وقت مضى، نظرا لما يحمله من ارث نضالي، وحضور تمثيلي فاعل، وتفاعل مع المسيحية المشرقية والعالم.
وهذه الجماعة المارونية نفسها، تعلم كذلك، ان البطريرك الماروني يحمل هذه القضية بقلبه وعقله.
لطالما رددنا ان قوة لبنان من قوة الموارنة فيه. وكذلك، فإن قوة الموارنة في قبرص، من قوة الموارنة في لبنان. فموارنة الانتشار عموما، وقبرص خصوصا، يشكلون خميرة ثمينة صالحة في معجن الحضور الماروني في الشرق والعالم، حيث قصص النجاح تطول وتطول.
وهم ينظرون الى موارنة لبنان بعين الامل، خصوصا بعدما باتت المصالحة المسيحية واقعا تظهر ثماره في واقعنا السياسي، لتصبح التفاهمات المسيحية والوطنية، شبكة امان وقوة دفع لمستقبل مؤسساتي واجتماعي واقتصادي واعد.
صحيح ان لبنان الدولة والكيان امانة يجب المحافظة عليها، لكن الوجود الماروني في قبرص والعالم كنز يجب حمايته ودعمه والوقوف الى جانبه امس واليوم وغدا. ففي النهاية، هنا وهناك وحول العالم، كلهم موارنة من اجل لبنان.