اشار الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ​غسان غصن​ خلال مشاركته في اللقاء النقابي بين الأمانة العامة وقيادة الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين، الى ان المنطقة العربية ازدادت التهابا واشتعالا جراء تفشي الإرهاب الدولي كذريعة لتدخل استعمار سياسي واقتصادي جديد بغية السيطرة على منابع النفط والغاز وثرواتنا الطبيعية ورسم خارطة كيانات جديدة للمنطقة تتناحر وتتقاتل فيما بينها". وتابع :"إن هذه الأوضاع أدت إلى ظروف اقتصادية بالغة السوء لدى العديد من بلداننا العربية، خصوصا تدني مستوى التنمية، الأمر الذي رفع معدلات البطالة لا سيما بين الشباب والشابات المقبلين إلى سوق العمل، فضلا عن التفاوت في الناتج العام بين بلد وآخر وتداعيات الأزمات الاقتصادية الدولية على المنطقة والإقليم"، لافتا الى ان "توغل أصحاب رأس المال في الاستثمار بالاقتصاد الريعي على حساب الاقتصاد الحقيقي والتوظيف في القطاعات الإنتاجية، فاقم نسب البطالة ورفع منسوب العوز الفقر وزاد في معدلات الجرائم الاجتماعية ودفع باتجاه الحقد والتطرف والكراهية".

واوضح انه :"من اجل حماية حقوق عمالنا، نسعى لتعزيز الوحدة النقابية ووحدة الطبقة العاملة لأن استحقاقات المرحلة لا يمكن مواجهتها إلا بحركة نقابية موحدة لا بالشرذمة والتشتيت وتفريخ كيانات نقابية، تبعثر الوحدة النقابية وفعاليتها. كما نعمل من أجل تطوير بنية الحركة النقابية وتحصين استقلاليتها وتعزيز ديمقراطيتها وتعميق ارتباطها بمصالح العمال". وتابع:"نؤمن بأن بناء نقابات موحدة متماسكة ومستقلة هو الركيزة الأساس في بناء حركة نقابية فاعلة، ما يمكننا من مواصلة النضال من اجل الدفاع عن حقوق عمالنا ومكتسباتهم المشروعة"، مشيرا الى ان "فقدان الأمن والاستقرار وتفشي الارهاب والنزاعات المسلحة لتحقيق أطماع بعض الدول النيوليبرالية وفرض العقوبات الاقتصادية على الدول الممانعة للاحتلال والرافضة للهيمنة والاستعمار تصيب مباشرة العمال ومحدودي الدخل والفقراء، لذلك نرى أن غياب التضامن الدولي الفعلي لمكافحة الارهاب وإحقاق العدالة الاجتماعية، أدى إلى مزيد من التوترات وفاقم الأزمات المعيشية التي تعاني منها الدول".

واضاف: "التكلفة التي تكبدها العالم العربي بفعل الربيع العربي والإرهاب بين العام 2010 حتى الآن وصلت إلى نحو 833,7 مليار دولار أميركي، بالإضافة إلى 1,34 مليون قتيل وجريح بسبب الحروب والعمليات الإرهابية، وبلغ حجم الضرر في البنية التحتية ما يعادل 461 مليار دولار أمريكي، عدا ما لحق من أضرار وتدمير للحضارة والمواقع الأثرية التي لا تقدر بثمن، كما تسبب الإرهاب بتشريد أكثر من 14,389 مليون لاجىء، أما تكلفة اللاجئين والنازحين فبلغت 48,7 مليار دولار وطبعا كان عمالنا العرب من أكثر الفئات التي دفعت ثمن هذا التدهور الاقتصادي وتدمير البنية التحتية والمصانع والشركات".

واكد انه "رغم كل الظروف التي تعيشها بلداننا العربية نتابع قضايا النمو الاقتصادي وتحسين مداخيل العمال ونتطلع إلى تعزيز وتطوير التعاون الثنائي بين اتحادينا وهذا يتطلب دعمكم لبرامج عملنا في تأهيل الكوادر النقابية والعمال وتثقيفهم ورفع مستوى وعيهم النقابي". اضاف "للصين حكومة وشعبا كل التمنيات بمزيد من الازدهار، ولاستمرار الصين في لعب دورها في المجتمع الدولي لحماية قطاعات الإنتاج ودعم الطبقة العاملة".