أعتقد بان السؤال الأكثر تداولاً بين اللبنانيين والذي يطرحونه في كل جلساتهم ولقاءاتهم واجتماعاتهم هو: هل هنالك من أمل في مستقبل هذا الوطن؟ ليتفرع منه اسئلة واسئلة نستهلكها في يومياتنا؟؟؟ هل هنالك أمل في بناء وطن؟ وفي قهر الفساد المستشري؟ هل هنالك بصيص أمل لاقرار قانون عصري وعادل للانتخابات؟ وبتبدل وجوه نوابنا الذين مددوا لانفسهم ولا مانع لديهم من اقرار تمديد جديد؟ وهل هنالك أمل بأن نبني وطن حقيقي لا مزرعة مقرفة؟ وفي تأمين مستقبل من دون التفكير بالهجرة؟ وهل هنالك أمل في العودة الى بيئة نظيفة؟ وبحل أزمة النفايات؟ وباستعادة بحرنا وشواطئنا من مغتصبيه؟ وهل هنالك أمل بأن نصل الى مركز عام أو خاص من دون واسطة؟ ومن دون ان نحاسب وفقاً لطوائفنا ومذاهبنا؟ وهل هنالك أمل بحل أزمة السير؟ وبتأمين نقل عام؟ وبان لا تنقطع الكهرباء؟؟؟ وهل هنالك أمل باقرار قانون جديد للايجارات يعدل بين المستأجر والمؤجر فلا يشرد الاول ولا يفقر الثاني؟؟ وهل هنالك أمل بتطوير المدرسة الرسمية؟؟؟ وبتأمين استشفاء عام لكل اللبنانيين؟ وهل هنالك أمل باستعادة القضاء لدوره كمدافع عن الحقوق؟؟؟ وهل هنالك أمل؟؟؟ باستعادة الامل؟؟ هي اسئلة مصيرية ومحقة، ولكنها مع الأسف تبقى في إطار الدردشة والنق اللبناني الشهير، ولم تترجم يوماً الى إعمال او الى حالة إعتراضية حقيقية، اذ نكتفي بتلاوتها وسرعان ما نستسلم امام مصاعب الحياة وتحدياتها اليومية لنغوص في نهر الايام التي تأخذنا بعيداً عن ثورة منشودة او تغيير لا بد منه لتستقيم امور كثيرة...، وهكذا نصحو في اليوم الثاني على اسئلة مكررة؟؟؟ انها دائرة مغلقة ارتضينا ان ننغلق بداخلها ولا مخرج منها الا بتبدل نمط تعاطينا مع الامور والاحداث. فكل هذا الواقع المرير وبكل تفاصيله يمكن تبديله بانتقال السؤال من مجرد سؤال للتسلية او للشكوى الى حالة اعتراضية حقيقية كبيرة ومنظمة، واستغلال جميع المناسبات لمحاسبة المسؤولين عن الوضع الذي وصلنا اليه. سواء عبر انتخاب وجوه جديدة تحمل مشروعا جديا... واعادة احياء روح الانتماء الى المنطقة والقرية عبر ايجاد مشاريع تؤدي الى تحسين البنى التحتية فيها والعلاقات بين افراد المجتمع فلا نعود اسرى الزبائنية السياسية المسجونين داخلها... وخلق كوادر جديدة تتعاطى الشان العام بمعناه الواسع لا الضيق... واعتقد ان الحالة الاعتراضية الموجودة حالياً من الممكن ان تؤسس لعمل تغييري جدي من هنا ينبغي علينا ان نسلك طريق العمل والتحدي وان نجمع قوانا حتى نصل الى يوماً نستطيع فيه الاجابة على سؤال المقالة: بنعم هنالك أمل، وأمل كبير.