أوضحت ادارة ​الجامعة الانطونية​ في بيان أصدرته أن "الرسّام الكاريكاتوريّ الفرنسيّ جان بلانتو حلّ ضيفًا على لبنان بدعوة من الجامعة الأنطونية والملحقيّة الثقافية في السفارة الفرنسية وشارك بالفعل ذاته في مناسبات عدّة منها احتفال إطلاق جائزة الفنان الرّاحل بيار صادق، وقام بزيارة رسمية الى القصرَ الجمهوريّ برفقة وفد من الجامعة الانطونية ملتقيًا فخامةَ رئيس الجمهوريّة ميشال عون"، لافتة الى أن "وسائلُ إعلام عدّة التقت به في بيروت وعبر القنوات الفضائيّة حيث عبّر عن أفكاره من خلال رسومِه وفنّه الكاريكاتوريّ، وقد حلّ في الجامعة الأنطونيّة التي دعته على مدى يومين وقد نظّمت معرضاً خاصاً بالمناسبة وسلسلة محاضرات لضيفها الرسام الكاريكاتوري العالمي باعتبارها مساحة للحوار والتلاقي مع مختلف الثقافات، وتُعتبرُ بنشاطها الدؤوب وصدى مؤتمراتِها مركزيّةً لتوسيع آفاق الطلاب عبر لقاءات ثقافيّة- إعلاميّة تدعّمُ حياتَهم الجامعيّة والمستقبليّة".

وأكدت الجامعة أن "ما تضمَّنه معرضُ الصور (معرضٌ تابع لمنظمّة الرسوم الكاريكاتوريّة للسّلام نتيجة لقاء بلانتو وكوفي أنان العام 2006) هو عبارة عن رسوم كاريكاتوريّة لرسّامين لبنانيّين وأجانب احتضنت أفكارهم كليّة الاعلام من دون أي موانعَ أو تزمّت من باب حريّة التّعبير دون أن يعني ذلك أن الجامعة الأنطونيّة تتبنى هذه الأفكار"، لافتة الى أن "بعض الإعلام لم يلتقط الا بعض الصور المجتزأة فكتب عنها دون سواها وركّب مقالا من باب التّحريض، مثلما لم يسمع من اجوبة بلانتو الا حديثه عن السلام مع إسرائيل متّهما الضيف والجامعة بالدّعوة "للتطبيع" من غير أن يلتزم السياق الكلاميّ لدى تطرّق بلانتو مثلا الى جواب عن سؤال حول الصراع الفلسطينيّ – الاسرائيليّ".

من هنا، تؤكّد الجامعة الأنطونية أنها "دعت وسائل الاعلام كافة للمشاركة وتغطية هذا اللقاء الحدث، إنما يبدو أن من حضر للتغطية حوّرَ الأفكار واتّهم الجامعة بعمالة هي بالغنى عنها كونها انطلاقا من مسيحيتها ورهبنتِها شكّلت الحضن الواسع للمسيحيين والمسلمين معا في عِداد طلابها الآتين من بيروت والمناطق المجاورة والجنوب، وكونها أيّام الحرب والاعتداء الاسرائيليّ المتكرّر، ارتفعت حُصنا منيعا لاستضافة اللاجئين وإيوائهم من أيّ منطقة هجّرتهم فيها إسرائيل"، مهيبة "ببعض وسائل الاعلام التحققَ من الوقائع وعدم التطرّف في تغطيتِها ما لا يتلاءم واتّجاهاتِها السياسيّة، بل عدم النسخ واللّصقِ عن مواقع التواصل المنتشرة المتاحة فيها الرّدود بلا رقابة"، داعية "الجميع الى أن يكونوا على ثقة بأنّ الجامعة الأنطونيّة الرّائدة في مجالها الأكاديميّ لا تكتفي بتعليم طلابها موادّ ودروسًا تخصّصيّة بل تشرّع أبوابَها للمفكّرين والمثقّفين لينقلوا خبراتِهم إلى الطلاب"، مضيفة: "ما استضافة بلانتو الا دليلٌ دامغٌ على أنّ الجامعة تمضي في تعزيز الفكر والحوار والتعبير، وهي سوف تُمعنُ في عقدِ ندواتِها الأكاديميّة ولن يردعَها اجتهادٌ من إعلامٍ لا يحترفُ مواكبة مضمون ندواتِها حرفيّا، ولن تمنعَها تهمٌ واهيةٌ صفراء من استمرارها في انتمائها الى لبنانيتها وجذورها الضاربة في التربة السمراء".