قليل الكلام في ​الانجيل المقدس​ عن ​القديس يوسف​ ولكن هذا لا يقلل من الدور الكبير الذي اضطلع به بقبوله المهمة الاصعب التي يمكن ان يتولاها شخص. لم تكن حياة يوسف سهلة، فهو كان بارًّا وبالتالي قرر القبول بكل التحديات والصعوبات في سبيل الله. كان ايمانه بالله اكبر من التحديات النفسية والاجتماعية والامنية التي اعترضت طريقه. من يتصور انه من السهل تقبل حكم المجتمع عليه وعلى العذراء بالحمل الالهي؟ من يتصور انه من السهل التنقل من مكان الى اخر هربا من سطوة مسلحين لا يرغبون سوى في قتلهم؟ والاهم، من يتصور انه من السهل التعاطي اليومي مع ابن الله وامه؟ ان كل مهمة من هذه المهمات كفيلة بجعل اي انسان يستسلم ويختار عدم اكمال المسيرة واختيار مسار اخر، ليس بتلضرورة ان يؤدي الى مكان بعيد عن الله، ولكنه لا يحقق طلب الله منه. كلمة واحدة ربطت يوسف ومريم بالله وهي كلمة: نعم. قالتها مريم للملاك في البشارة، وقالها يوسف لله في حياته. كلمة صغيرة غيرت مجرى حياة البشرية جمعاء، وساهمت في اكمال مشروع الله الخلاصي. مهمة صعبة القيت على عاتق يوسف، وكان خياره إمّا اتمامها بالاتحاد بالله والاعتماد عليه. واما اختيار الحل الاسهل وهو الرفض. اختار يوسف الحل الاصعب ولكنه ربح نفسه والله. فماذا تعلمنا من القديس يوسف؟