شدد الرئيس السوري ​بشار الأسد​ على أن "أي عملية عسكرية في سوريا دون موافقة الحكومة السورية هي غير قانونية، وقد قلت إن وجود أي قوات على الأراضي السورية يعد غزواً، سواء كان لتحرير الرقة أو أي مكان آخر"، معتبراأن "التحالف الدولي لم يكن جاداً على الإطلاق في محاربة داعش أو الإرهابيين. ولذلك علينا أن نفكر بالنوايا الحقيقية الكامنة وراء الخطة برمتها، إذا كان هناك خطة لتحرير الرقة. تحريرها من داعش، وإعطاؤها لمن؟ إن خطتهم ليست محاربة الإرهابيين ولا مساعدة الحكومة السورية، وليست وحدة سوريا ولا سيادة سوريا. بل تهدف إلى شيء آخر غير هذه العوامل التي ذكرتها. لكن كل ما لدينا حتى هذه اللحظة مجرد معلومات، وليس هناك وقائع ملموسة في هذا الصدد".

ورد الأسد على سؤال لوسائل اعلامية روسية، حول ما اذا كان على اطلاع على المقترح الروسي بتشكيل لجنة تبحث في وضع دستور جديد ورأيه في ذلك المقترح، قال الأسد: "أعتقد أن ممثلنا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أعلن أمس دعمنا للمبادرات الروسية المختلفة، وليس هذه المبادرة وحسب، كعناوين. والآن نناقش التفاصيل مع الروس. المشكلة، كما تعرفون، هي أننا ذهبنا إلى أستانا مؤخراً، لكن الوفد الآخر، وفد المسلحين لم ينضم إلى الاجتماع،أي انهم لم يذهبوا إلى أستانا. ونعتقد جميعاً أن هذا حدث بسبب التأثير السلبي للأتراك"، متسائلا: "كيف يمكننا أن نبدأ شيئا ملموساً إذا لم يكن هناك شريك؟ ولذلك قلنا إننا مستعدون لمناقشة أي شيء، بما في ذلك الدستور، لكن ينبغي أن نرى من سيذهب إلى جنيف، وإذا كانوا سيناقشون نفس الورقة أم لا. لكن بالنسبة لنا كحكومة فإن موقفنا واضح جداً، وهو اننا مستعدون لمناقشة هذا الأمر بالتفصيل، لكننا نؤيد الفكرة كعناوين رئيسية بالطبع".

وأوضح أن "العلاقة بين الحكومتين السورية والروسية، فإن هذه العلاقة تعود في تاريخها إلى عقود، وبالتالي فإنهم يعرفون تفاصيل سوريا. وبعد الحرب، باتوا يعرفون المزيد من التفاصيل حول ما يحدث. وبخصوص محاربة الإرهاب، فقد ناقشنا بالتفصيل متطلبات دعم الجيش السوري. في هذه المرحلة، كان الدعم الروسي بوساطة الغارات الجوية كافياً كي يتقدم الجيش السوري على مختلف الجبهات وبشكل أساسي في حلب وتدمر"، مؤكدا "أننا بحاجة للمزيد من الدعم لإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، فإنهم سيفعلون ذلك. لكن حتى هذه اللحظة، فإن مستوى الدعم جيد وكافٍ".

ولفت الأسد الى أن "​مدينة تدمر​ ليست تراثاً سورياً وحسب، بل هي تراث عالمي. وأعتقد أن على العالم برمته أن يشعر بالقلق حيال تدمير تدمر. بالطبع، فإن بعض الدمار يمكن ترميمه وإصلاحه. نحن نجري تقييماً الآن، لأنه كما تعرفون إذا تحولت الحجارة إلى ركام فقد يكون من الصعب على أي كان ترميم هذا التراث. لكن إذا كانت الحجارة آمنة وسليمة يمكن فعل ذلك"، مضيفا: " منذ حررنا تدمر في المرة الأولى، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه، عندما تحدث إلي وهنأني بتحرير تدمر السنة الماضية، إن ​روسيا​ كانت مهتمة جداً بترميم تدمر. كما تعرفون،فإن داعش عاد إليها، وتم تحريرها مرة أخرى. لكن الآن هناك دمار أكبر، ولذلك علينا إعادة تقييم الوضع لنرى ما نستطيع فعله. لكن في رأيي فإن الأمر لا يقتصر على سوريا وروسيا، بل ينبغي لليونيسكو أن تشارك فيه، لأن الأمر يتعلق بالمؤسسات الأخرى والدول الأخرى التي تزعم دائماً أنها قلقة على التراث الإنساني والثقافة الإنسانية وما إلى ذلك".

وشدد على أنه "كان هناك دعم مهم من الجيش الروسي على الأرض، لكن لا يمكنني أن أخبرك تفاصيل ذلك الدعم"، مؤكدا أن "الدفاع عن حدودنا حق لنا وواجب علينا، وليس فقط حقاً لنا. إذا لم نفعل ذلك كمسؤولين عندما نستطيع فعله فينبغي أن يلومنا الشعب السوري وأن يحملنا المسؤولية عن ذلك. وبالتالي، لسنا بحاجة لطرح هذا السؤال على أنفسنا، سواء كان هناك تصريحات من مسؤولين إسرائيليين أم لا. إننا لا نبني سياستنا وقراراتنا على تصريحاتهم".