حذر رئيس الموساد الاسرائيلي السابق ​تامير باردو​ من "التهديد الديمغرافي الذي يعتبر اكبر التهديدات التي تواجه اسرائيل"، معتبرا اياه "خطرا وجوديا وحيدا يهدد المشروع الصهيوني برمته"، مشيراً إلى أن "دولة اليهود تواجه خطرا وجوديا وحيدا عبارة عن قنبلة موقوتة تتكتك طيلة الوقت ومنذ فترة طويلة، ولكننا اخترنا وبشكل غير مألوف دفن رؤوسنا عميقا جدا في الرمال وان نغذي انفسنا بحقائق بديلة هربا من الواقع عبر خلق تهديدات خارجية مختلفة ومتنوعة".

ولفت إلى أنه "يقيم في المنطقة الواقعة ما بين نهر الاردن والبحر اليهود والمسلمون وباتوا متساوين تقريبا من حيث العدد فهناك ما بين 2-2:5 مليون فلسطيني في يهودا والسامرة و2 مليون آخرين في قطاع غزة، فاذا جمعت هذه الارقام ستحصلون تقريبا على عدد مساوٍ لعدد اليهود بين النهر والبحر وعرب اسرائيل هم مواطنو دولة بكل ما للكلمة من معنى ويتمتعون بكامل الحقوق المتساوية، فيما يعيش بقية السكان من غير اليهود في مناطق يهودا والسامرة تحت احتلال منحته دولة اسرائيل نفسها هذه الصفة وليس انا، حيث ابقت حكومات اسرائيل على الوضع كما هو منذ حرب 67 وحتى يومنا هذا والقانون الساري في هذه المناطق هو القانون الذي حددناه نحن ويتمثل بقانون الحكم العسكري الخاضع لسيطرة وصلاحية الجيش".

وشدد على "ضرورة تحديد اسرائيل لخياراتها وقال "يجب على اسرائيل ان تختار وتحدد ماذا تريد وما هو الافضل بالنسبة لها ليس فقط الافضل لساعات بعد ظهر هذا اليوم بل لسنوات قادمة وان تتوقف عن دفن رأسها في الرمل وان تواجه الواقع الديموغرافي وان تجيب عن السؤال، أي دولة نريد؟ لان العيش مع خيارات بديلة تحمل في ثناياها كارثة كبرى للمشروع الصهيوني ولقد بات الامر واضحا والعنوان مكتوبا على الجدار وكل ما هو مطلوب منها هو أن نرفع عيوننا وان نقرأ المكتوب، فقد باتت المغامرة والمخاطرة التي عرض لها بن غوريون المشروع الاستيطاني اليهودي حين اعلن قيام الدولة لا يذكر من الخطر الذي نواجهه حاليا والمخاطر التي تتضمنها القرارات المطلوبة منا ومفتاح قيادة الدولة والسير بها الى الامام وبالاتجاه الصحيح يستوجب وجود قيادة شجاعة مستعدة وجاهزة لمواجهة الواقع غير البسيط وان تقودنا الى طريق جديد".