أشار رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للاعلام الأب ​طوني خضرا​ الى انه "بداية، صدرت رسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي الواحد والخميسن للاتصالات الإجتماعية تحت عنوان: إيصال الرجاء والثقة في زماننا، ويؤكد فيها على أن عيد البشارة هو عيد " الخبر السار ". في رؤيتنا للوقائع اليومية، يتوقف الامر على كيفية النظر إلى هذا الواقع، على "النظارات" التي نختار أن نستخدمها: فالواقع يبدو مختلفا إذا ما تغيرت العدسات. من أين ينبغي أن ننطلق كي نقرأ الواقع من خلال "النظارات" الصحيحة؟ إن المنظار المناسب لفك رموز الواقع لا بد أن يكون الخبر السار بالنسبة لنا كاعلاميين، بدءا من الخبر السار بامتياز وهو : "إنجيل يسوع المسيح ابن الله" . و"الخبر السار" لا يقتصر على تقديم المعلومات عن الانسان، إنما الخبر السار هو الانسان، ذلك الذي ضحى المسيح بنفسه من اجل خلاصه. والخبر السار هو في البشارة، التي هي رمز محبة الاله للانسان، هذه المحبة التي لم ينفك يسوع يرددها ويبشر بها. ومن هذا المنظار، تتحول كل مأساة جديدة إلى سيناريو لخبر سار محتمل عندما تتمكن المحبة من إيجاد سبيل للتقارب وتحريك القلوب، ومن خلال وجوه رافضة للاستسلام، وأيد مستعدة للبناء. والخبر السار هو رسالة الاعلاميين، حين يحملون المحبة وتفيض من اقلامهم. وقد شبه البابا فرنسيس وسائل الاعلام بآلة المطحنة التي تطحن كل ما يضعه الطحان تحت الحجر بصورة الية، فلا تميز بين القمح والزؤان والاتربة. فالاعلاميون هم طحانو هذا العصر، عصر وسائل الاعلام والاتصال الجبارة. وبإمكانهم ان يقدموا للعالم خبزا مغذيا للاجساد والنفوس أو على العكس السموم القاتلة. فالغذاء الاعلامي الصحي يحتوي على: الخبر السار المفرح ، الحامل معه رسالة السلام والقيم الانسانية، واهمها : الحقيقة ، العدالة ، المحبة".

وخلال العشاء السنوي السابع عشر للاتحاد الكاثوليكي العالمي للاعلام في مطعم "دون كاستيو" في جونيه، لفت الى انه انه "ثانيا، باسمكم جميعا في هذه الأمسية نرحب بمعالي وزير الاعلام الصديق والزميل الذي يأتي من عالم المهنة، خريج كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، الذي يبدي كل رغبة وحماسة، ويشارك في إحتفالات الإعلاميين ونشاطاتهم، في همومهم وتطلعاتهم. إن نشاطك المميز يا معالي الوزير يشجعنا على تكثيف العمل الإعلامي والوطني للخروج من نفق الرتابة والسياسة العقيمة. نعم أصبحتم يا معالي الوزير ملمين بحجم أزمات وسائل الإعلام في لبنان: المالية اولا، مخاطر الإرتهان من أجل الإستمرار، التحديات القانونية، واقع الاعلاميين ومعاناتهم المتعددة. إننا معكم ومع الجسم الاعلامي، نستطيع ربما مواجهة التحديات الكبرى هذه انقاذا لاعلام بلغ بعضه الحضيض".

وسأل: "كيف نعيد الى الاعلام اللبناني بريقه ليلعب الدور الثقافي والحضاري والتربوي والترفيهي؟ كيف نحافظ على المؤسسات الاعلامية التي بدأ بعضها يقفل ابوابه ويسرح اعلامييه، والبعض الاخر يتراجع في مستواه بحثا عن اثارة تضمن استمراره؟ كيف ندعم العمل النقابي لتحصين العاملين في القطاع ونحميهم ونؤمن الضمانات الاجتماعية لهم؟ متى نطلق ورشة تنظيم الاعلام الرقمي، واعادة تنظيم الاعلام المرئي السمعي، ودعم الصحافة الورقية؟ اي استراتيجية للاعلام العام، لاسيما تلفزيون لبنان، وقد نسيته السلطة منذ عقود، فيما هو في اساس اي خطة نهوض اعلامية. وقد سمعنا مؤخرا بأن محطات التلفزة الخاصة ستصبح مدفوعة ليحضرها الناس، والسؤال الذي نطرحه معكم: هل هذه المحطات ستخدم الناس فعلا ليدفعوا كلفتها؟ وهل هي تقدم ما يفيد المجتمع وما ينتظرها المواطن منها؟ نعم إنها ورشة كبيرة ونحن معكم معالي الوزير، إعلاميون وأوسيب لبنان، للتعاون بكل إمكانياتنا لأن إعلامنا في خطر والتربية على الاعلام في خطر، ونحن بحاجة إلى مؤسسات واعية وواعدة ، والى اطار رقابي يضمن الحريات. فلن يكون النظام السياسي بخير ولا عمل المؤسسات العامة بخير إذا لم يكن إعلامنا بخير".

وأوضح انه" ثالثا، سنة 2017 تحمل اسم سنة الشهادة. لهذه العبارة وقع خاص في النفوس ، ولا سيما عندنا في المشرق، اذ تحولت اوطاننا في السنوات الاخيرة الى بلاد شهيدة، وشعوبنا الى شعوب شهيدة، انها شهادات حية مصبوغة بالدم على مدى مهد المسيحية، ومهد الاسلام. لكن وسط هذه اللوحة القاتمة ، المطبوعة بالتطرف، لا بد ان نرى ومضات أمل ورجاء : انطلاقة عهد سياسي جديد عندنا حل ثمرة لمصالحة صادقة بين أخوة في الايمان والوطنية . مصالحة واعدة بالاصلاح والتغيير ومحاربة الفساد. هكذا قدمت نفسها ، وعلى هذا الوعد يبني المواطنون المخلصون الامل بنهوض الوطن الرازح منذ سنوات تحت وطأة الركود وشتى عوامل التخلف والاهتراء، بانتظار يوم "استعادة الثقة " والحياة الطبيعية التي ينبغي ان يتمتع بها كل مواطن".

واشار الى ان "اتحاد اورا يساهم على طريقته بالتغيير المنتظر من خلال ورش كثيرة. فاننا ندعوكم جميعا الى المشاركة الفعالة في فعاليات المعرض المسيحي 2017، مهرجان الثقافة والتراث، الذي يتميز هذه السنة بمهرجان الأفلام القصيرة وصالون الفنون البصرية ومشغل الشموع، والبرنامج بتصرفكم عند مدخل المطعم. معرضنا للعام 2017 الاسبوع المقبل مناسبة يلتقي فيها الجميع، في صالات دير مار الياس-انطلياس، من أجل ان يدلي كل منهم بشهادته، شهادة مباشرة حية ، بعيدا من الثرثرة والثقافة الاصطناعية التي حملتها شبكات وسائل التواصل الاجتماعية. فكثرة الاعلام قد لا يصنع حوارا. كما ان كثافة التعليم قد لا يوصل معلومة. ففي المعرض برنامج للثقافة والتربية على حسن استعمال وسائل الاعلام من خلال لقاءات مع اعلاميين ذوي خبرة وشهرة في المجال الاعلامي ، كما من خلال مسابقات يتبارى في تقديمها طلاب ومبتدئون . كذلك التوعية على قضايا وشؤون وطنية وسياسية مثل قانون الانتخابات، بمشاركة وزراء واختصاصيين. كذلك تشجيع طلاب الجامعة اللبنانية، مع جمعية اوليب، بتقديم 300 منحة جامعية، وعرض مبادرات رائدة في التنمية ، وارشاد في شأن وظائف القطاع العام ، وتربية على ثقافة العمل. وسنوزع عليكم في آخر العشاء مجلة اورا، العدد الخامس، بمناسبة مرور سنة على بداية اصدارها".