سأل رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة الأب طوني خضره "كيف نعيد الى الاعلام اللبناني بريقه ليلعب الدور الثقافي والحضاري والتربوي والترفيهي؟ كيف نحافظ على المؤسسات الاعلامية التي بدأ بعضها يقفل ابوابه ويسرح اعلامييه، والبعض الاخر يتراجع في مستواه بحثا عن اثارة تضمن استمراره؟ كيف ندعم العمل النقابي لتحصين العاملين في القطاع ونحميهم ونؤمن الضمانات الاجتماعية لهم؟ متى نطلق ورشة تنظيم الاعلام الرقمي، واعادة تنظيم الاعلام المرئي السمعي، ودعم الصحافة الورقية؟ اي استراتيجية للاعلام العام، لاسيما تلفزيون لبنان، وقد نسيته السلطة منذ عقود، فيما هو في اساس اي خطة نهوض اعلامية. نعم إنها ورشة كبيرة ونحن معكم معالي الوزير، إعلاميون وأوسيب لبنان، للتعاون بكل إمكانياتنا لأن إعلامنا في خطر والتربية على الاعلام في خطر، ونحن بحاجة إلى مؤسسات واعية وواعدة ، والى اطار رقابي يضمن الحريات. فلن يكون النظام السياسي بخير ولا عمل المؤسسات العامة بخير إذا لم يكن إعلامنا بخير".

ولفت خلال حفل العشاء السنوي الذي أقامه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان "أوسيب لبنان" في مطعم Don Castillo – جونيه، الى "أنها مناسبة إعلامية بإمتياز هذه الليلة بمناسبة عيد البشارة وبحضور الجسم الاعلامي. انه عيد اعلاميي لبنان، عيد رسالتهم المميزة ودورهم الحضاري والمميز. وقد راحت العدوى الايجابية لهذا التقليد تنتقل من لبنان الى عدد من بلدان العالم". واستشهد برسالة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي الواحد والخمسين للاتصالات الإجتماعية تحت عنوان: إيصال الرجاء والثقة في زماننا، والذي يؤكد فيها على أن عيد البشارة هو عيد "الخبر السار"، معتبراً أنّه "في رؤيتنا للوقائع اليومية، يتوقف الامر على كيفية النظر إلى هذا الواقع، على "النظارات" التي نختار أن نستخدمها: فالواقع يبدو مختلفا إذا ما تغيرت العدسات"، متسائلاً "من أين ينبغي أن ننطلق كي نقرأ الواقع من خلال "النظارات" الصحيحة؟"، قائلاً:"إن الخبر السار هو الانسان، ذلك الذي ضحى المسيح بنفسه من اجل خلاصه. والخبر السار هو في البشارة، التي هي رمز محبة الاله للانسان، هذه المحبة التي لم ينفك يسوع يرددها ويبشر بها. وقد شبه البابا فرنسيس وسائل الاعلام بآلة المطحنة التي تطحن كل ما يضعه الطحان تحت الحجر بصورة الية، فلا تميز بين القمح والزؤان والاتربة. فالاعلاميون هم طحانو هذا العصر، عصر وسائل الاعلام والاتصال الجبارة. وبإمكانهم ان يقدموا للعالم خبزا مغذيا للاجساد والنفوس أو على العكس السموم القاتلة. فالغذاء الاعلامي الصحي يحتوي على: الخبر السار المفرح، الحامل معه رسالة السلام والقيم الانسانية، واهمها: الحقيقة، العدالة، المحبة".

اضاف "كل التأييد والدعم لمطالب وسائل الاعلام التقليدية (الصحافة الورقية) والصحافيين العاملين فيها وفي كل وسائل الاعلام. كما نترحم على كبار الاعلاميين الذي غادرونا خلال هذه السنة : ستافرو جبرا ومحمد البعلبكي وحبيب دلاتي وملحم عماد. تعازينا لعائلاتهم وللعائلة الإعلامية".

واشار الى ان "اتحاد اورا يساهم على طريقته بالتغيير المنتظر من خلال ورش كثيرة"، ودعا الجميع الى "المشاركة الفعالة في فعاليات المعرض المسيحي 2017، مهرجان الثقافة والتراث، الذي يتميز هذه السنة بمهرجان الأفلام القصيرة وصالون الفنون البصرية ومشغل الشموع، والبرنامج بتصرفكم عند مدخل المطعم. معرضنا للعام 2017 الاسبوع المقبل مناسبة يلتقي فيها الجميع، في صالات دير مار الياس-انطلياس، من أجل ان يدلي كل منهم بشهادته، شهادة مباشرة حية ، بعيدا من الثرثرة والثقافة الاصطناعية التي حملتها شبكات وسائل التواصل الاجتماعية. فكثرة الاعلام قد لا يصنع حوارا. كما ان كثافة التعليم قد لا يوصل معلومة. ففي المعرض برنامج للثقافة والتربية على حسن استعمال وسائل الاعلام من خلال لقاءات مع اعلاميين ذوي خبرة وشهرة في المجال الاعلامي ، كما من خلال مسابقات يتبارى في تقديمها طلاب ومبتدئون . كذلك التوعية على قضايا وشؤون وطنية وسياسية مثل قانون الانتخابات، بمشاركة وزراء واختصاصيين. كذلك تشجيع طلاب الجامعة اللبنانية، مع جمعية اوليب، بتقديم 300 منحة جامعية، وعرض مبادرات رائدة في التنمية ، وارشاد في شأن وظائف القطاع العام، وتربية على ثقافة العمل. وسنوزع عليكم في آخر العشاء مجلة اورا، العدد الخامس، بمناسبة مرور سنة على بداية إصدارها".

وختم: "على الرغم من الصعوبات والتحديات الكثيرة، رجاؤنا بالله كبير وبكم أيضا، ورجاؤنا أن لبنان سينهض، تنقذه الأخلاق وحدها بطول الأناة والعمل معا والشجاعة والروح المعطاء. سينهض وطننا لأن ما زال فيه رجال رجال، وخميرة مقدسة من شعبه وشلوح أرز خضراء. المهم أن نبقى وأن نحاول الوصول إلى الأفضل وأن نعيد البناء ونبقى العلامة الساطعة للرجاء الحقيقي والقيامة المخلصة".