دانت "​بيروت مدينتي​" غياب خطة إنمائية متكاملة تحدد مناطق للتطوير المستقبلي على مستوى المدينة بينما تحمي أخرى لقيمتها الهندسية أو الاجتماعية فتشكل بهذا نوعاً من التوازن من أجل نمو ضروري لضخ حياة جديدة في الأحياء من ضمن منطق تم تنسيقه مسبقاً ويتخطى الاستراتيجيات الفردية التي تسعى وراء الربح فقط، مستنظرة فشل بلدية بيروت في استخدام صلاحياتها التي نص عليها القانون (المادة 13 من قانون البناء / 2014) للتقليل من الآثار البيئية والاجتماعية السلبية التي تفرضها وتسببها المشاريع العقارية الجديدة.

كما دانت فشل وزارة الثقافة في الاعتراف بأهمية معمل "لذيذة" بوصفه رمزاً للحظة تاريخية في مرحلة بناء الأمة في لبنان، حين كانت الصناعة تعتبر طريقاً نحو الاستقلال والحداثة. فلم تقم بحمايته، هو وغيره من المباني في المدينة، من الإهمال وخطر الهدم المحدق، داعية الوزارة أن تعمل يداً بيداً مع المدرية العامة للتخطيط المدني لإدخال عددا من أدوات التخطيط (مثل الحوافذ او نقل عامل الاستثمار)، وهو أمر نجح في أمكنة متعددة في العالم، من أجل إعادة ضخ الحياة وحماية الإرث الثقافي بشكل مستدام اقتصادياً، في الوقت عينه. نطلب من الوزارة التدخل لوقف الهدم فوراً ووضع خطة للحفاظ على هذا المبنى.

وأشارت "بيروت مدينتي" إلى التصريحات التي أطلقها المطور العقاري والمهندس المسؤول للترويج لما يقومون به تحت شعار "الأصالة" والاحتفال بـ"الماضي"، وهي تصريحات لا يمكنها بأي حال من الأحوال الحلول مكان الجهد الحقيقي لاحترام سكان الحي والتاريخ العمراني للمكان. لا يمكن للمرء أن يوقف مسارات اقتصادية قوية وحقيقية على الأرض بكلمات. بوصفهم من سكان هذه المدينة وأعضاء في نقابة مهنية، على المطورين والمهندسين والمعماريين أن يكونوا واعين لمسؤولياتهم في حماية وإعادة تنشيط إرث المدينة وسكانها كأصول حيّة.

وذكرت الجميع أنّ برنامج "بيروت مدينتي" الانتخابي رحب بالتدخلات العمرانية الواعية اجتماعياً والقابلة للحياة اقتصادياً والتي تحترم الماضي العمراني (من دون تجميده) وتشجع على تحوله المعاصر. كذلك جعلت "بيروت مدينتي" من المسارات العمرانية التشاركية جوهر مهمتها. بهذا، ويداً بيد مع سكان المنطقة، تطالب "بيروت مدينتي" اليوم وقف كل الأعمال وتنظيم لقاءات واجتماعات في مار مخايل وتعليق الموافقة على أي مشروع تطوير عقاري حتى تؤخذ بعين الاعتبار مطالب وتطلعات المعنيين في هذا الموضوع.