أكد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية السفير السابق في واشنطن ​عبد الله بو حبيب​ أن أولويات الولايات المتحدة الأميركية تبدلت في ​الشرق الأوسط​، وهو ما عكسته التصريحات الأخيرة لمسؤولين أميركيين بخصوص مصير الرئيس السوري ​بشار الأسد​، مشيرا الى أنّه خلال مرافقته وزير الخارجية ​جبران باسيل​ الى المؤتمر الأخير الذي عقد في واشنطن تحت عنوان محاربة "​تنظيم داعش​"، "وخلال الاجتماعات التي عقدناها بدا واضحا أن هناك تعليمات من ​البيت الأبيض​ بعدم تطرق المسؤولين والدبلوماسيين الاميركيين لموضوع الرئيس السوري بشار الأسد لا سلبا ولا ايجابا والتركيز على أولوية محاربة داعش".

ولفت بو حبيب في حديث لـ"النشرة" الى ان تغييرا آخر طرأ أيضا على السياسة الأميركية، يتعلق باتخاذ قرار واضح بالتدخل أكثر لمحاربة "داعش" من خلال ارسال الجنود والسلاح، موضحا ردا على سؤال عما يحكى عن قرار بتحييد الدور الايراني في سوريا والمنطقة، ان "ذلك غير واضح بعد ويبدو أنّه لا يزال قيد الدرس تماما كالقرار بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس". واضاف: "لكنّهم لا شك يعتبرون ايران عدوة".

وشدّد بو حبيب على أن "كل ما يأتي بالسلام الى المنطقة يخدم لبنان، خصوصًا وأن الأزمة السورية أنتجت مشاكل كبيرة لا نزال نرزح تحتها وأبرزها أننا غير قادرين على الانفتاح على العالم العربي"، لافتا الى عدم امكانية الجزم بوضع قطار الحل السوري على السكة.

لعودة اللاجئين

وأوضح بو حبيب أن باسيل وخلال اللقاءات التي عقدها في واشنطن ركّز على أمرين أساسيين، أولهما ضرورة استمرار الادارة الأميركية بمساعدة الجيش والقوى الأمنية، وقد تلقى في هذا الاطار وعودا ومواقف ايجابية من وزارتي الدفاع والخارجية ومن الكونغرس. أما القضية الثانية التي شدد عليها باسيل، فهي قضيّة اللاجئين السوريين. واضاف: "أوضحنا للادارة الأميركية أن معظمهم في لبنان و​الاردن​ هم من اللاجئين الاقتصاديين او الهاربين من الحرب وليسوا من السياسيين، وان وجد من اللاجئين السياسيين فلا شك اننا سنؤمن بقاءهم وحمايتهم".

ولفت بو حبيب الى ان الوزير باسيل حثّ واشنطن على دعم عودة اللاجئين الى المناطق الآمنة داخل سوريا وبالتحديد ما يُعرف بـ"سوريا المفيدة"، مشيرا الى انّه "اذا ظل لبنان والاردن يضغطان في هذا المجال فلا شك اننا سنلقى بالنهاية آذانا صاغية".

لا تستحق التعليق

وتطرق بو حبيب الى كلمة رئيس الجمهورية في اجتماع القمة العربية، معتبرا أن "أهم ما في هذه الكلمة أنّها أعادت لبنان للعب دوره الاساسي بحث العرب على الاتفاق وتقديم المثال الذي يُحتذى من خلال التوجه كلبنانيين بوفد موحد الى القمة". وقال: "الخطاب الذي ألقاه كان جامعا ولا يمكن لأي لبناني أو مواطن عربي الا أن يؤيده وان كان لم يرق لبعض القادة".

وردا على سؤال عن تأثير الرسالة التي قدّمها رئيسان سابقان للجمهورية وثلاثة رؤساء سابقون للحكومة، أجاب أن "هذه الرسالة لا تستحق التعليق. ولكن هل كان هؤلاء يتقبّلون أي رسالة مثل هذه، لو حصل هذا الأمر بعهدهم؟!.