نحن اليوم امام «خبصة كبيرة» فقد اصبحت آراؤنا عقائد وتحولت مقولاتنا تعليماً وشرعة ايمان. عقائدنا وتعاليمنا صارت عند البعض وجهة نظر او اراء تتراقص في مهب الريح وخلطنا بين Opinion et Doctrine وبين التعليم الحق الموجود في كتاب تعليم المسيحي الكاثوليكي وبين طروحات شخصية واجتهادات لا يمكن ان نرفعها الى مستوى العقيدة.

} المطهر عقيدة موجودة

جهنم عقيدة موجودة }

الملاك الحارس والملائكة موجودون في تعليم الكنيسة وعقيدتها. اما شرح كيفية هذه العقائد والمقولات فخاضع لتطور اللاهوت والعلم وشرح الكتاب المقدس والاكتشافات الكتابية والآبائية والانتربولوجية والعلمية الحديثة وخصوبة القراءات والدلالات اللاهوتية المعاصرة.

} الرأي العام }

الاستاذ المعلم يجب ألا يخلط بين الرأي Opinion والتعليم Enseignement وDoctrine, Dogme بخاصة عندما يتعاطى مع الرأي العام وضمائر الناس من خلال الراديو او التلفزيون او وسائل التواصل الاجتماعي فمن غير المسموح ان نقدم للناس حقائق فجة ونبلبل ضمائرهم. نعم يجب ان نعلم وان نقول الحقائق لكن بلطف وهدوء وكما قال Ronsard: «obserbe avec les roses»

علينا ان نربي الضمائر بلطف وهدوء ليبلغ الانسان النضج الروحي ويوسع قلبه وعقله لتقبل المعلومات والابحاث والحقائق الجديدة بخاصة بعد الدراسات الانتربولوجية والبيبلية، والليتورجية والبنيانية والنفسية والبيئية والتيولوجية الجديدة. العقل يتطور والعلم يتقدم والمعرفة تكبر يوماً بعد يوم، انه مسار الحقيقة للوصول الى الحقيقة المطلقة الوحيدة التي هي الله.

} علم الدلالات }

علم الدلالات Hermeneutique هو علم خصوبة العقل والقلب والشرح والتأويل في جدلية فلسفية تيولوجية انتربولوجية، سيكولوجية جغرافية بيئية لا تتوقف. من هنا الفرق الكبير بين حضارة ولاهوت وطقوس اهل الجبال واهل السهول والوديان والصحارى والبحار اهل الصقيع في القطب الشمالي واهل الربيع في السهول والوديان الخصبة بمواسمها وانهارها، واهل الصحراء الرمال اللاهبة.

التيولوجيا مرتبطة بالانتربولوجيا اي بالوجود الانساني في بيئة وجغرافية معينة تعطي للجمال والاستتكا Ethetica معناها وللشعر وللفولكلور وطقوس المائدة والطعام كما قال ليفي شتراوس Levi - Strauss ميزتها الخاصة وفرادتها الرائعة الفنية.

} الفكر المقارن }

لذلك لا يكفينا لفهم الانسان ونصوصه المقدسة ولاهوته وطقوس الموت والحياة والخصوبة عنده، بالنظر الى جماعة واحدة في مجتمع واحد معين، دون الانطلاق الى عمليات الفكر المقارن لنستطيع شرح وفهم انتربولوجية الشعور وتفهم معنى النسبية ووظيفة الاشياء والطقوس واللباس والرموز والشعائر وخصوصية الانسان ومجتمعه وبيئته وقيمه ومعتقداته.

} الحب في الشمال والجنوب

انسان واحد هو كل الناس }

الحب موجود عند انسان القطب الشمالي والجبال والصحراء والشواطئ لكن التعبير عنه يتغير من شعب لآخر ومن انسان لآخر.

البغض، الحسد، اللطف، وسواها من الاحاسيس موجودة عند كل انسان وكل الشعوب انسان واحد هو كل الناس. لكن طريقة التعبير عن ذلك تتبع سلم قيم وانماطاً خاصة بكل انسان وبكل شعب.

الانتربولوجيا لا تقبل المطلقات وتقوم على احترام طقوس الشعوب ومعتقداتهم والغوص في وظيفتها وغائيتها ودلالاتها.

لذلك في النهاية لا تقبل الانتربولوجيا هذه الاراء ومطلقيها واعتبارها حقيقة لا يجادل فيها.

الجحيم والمطهر والملائكة حقائق موجودة لكن البحث ممكن ان يدور عن كيفية هذا الوجود وطريقته La maniere وطريقة التعبير عنه. وفهم رمزية هذا التعبير ودلالته كما في كلمة «يا تقبرني» باللغة اللبنانية. فالمعنى الرمزي هو معنى حب كبير والمعنى الحقيقي هو دفن وقبر من نحب.

فلا نضيع المفاهيم ولا نضلل الناس.