الهندسة المستقبلية قد تكون بمثابة حلم ولكنه سيتحقق بحسب التطور الهندسي السريع والتكنولوجيا المرافقة له، فبعد التجدي الذي كان يقوم على أطول ناطحة سحاب في العالم، بدأ التخطيط لبناء ناطحات سحاب تتدلي من أعلى الى اسفل، وتقوم الفكرة على الاعتماد على الأجرام الفضائية لتحقيق ذلك.
والفكرة التي يعمل عليها العلماء مع مجموعة من المهندسين، تستند الى وصل كابلات شديدة المتانة، وهذه الكابلات غير متوفرة حاليا، بالأجرام السماوية التي تدور حول الأرض، فيتم وصل البناء بالجرم، ولكن المشكلة تكمن في ان ناطحة السحاب هذه، مكانها سيكون متنقل بحسب سير الجرم السماوي، فقد تكون احيانا فوق مدينة نيويورك، ويوم آخر فوق مدينة دبي، فعلى ساكني هذا البناء أن لا يلتزموا بمواعيد مسبقة لأنهم قد لا يتمكنوا من الوصول على الموعد.
هذا الحلم قد يصبح حقيقة بعد نجاح وكالة الفضاء الأوروبية بمشروع "مهمة روزيتا" والذي تمكنت فيه من الهبوط بمركبة فضائية في العام 2015 على جرم فضائي من نوع Churyumov-Geraismenko وهي عبارة عن مئات الصخور الضخمة التي تدور حول الأرض، وهي قريبة نسبيا، ما أثبت ان يمكن الاستفادة من هذه الأجرام الصخور في مشاريع مستقبلية تخدم البشرية جمعاء، وهي المرة الأولى التي يتمكن الانسان من الإقتراب وجعل مركبة فضائية تهبط على أشياء صغيرة بهذا الحجم، والمسافة التي تفصل هذه الصخور عن الأرض هي بحدود 32,000م، وتسير بسرعة 300 ميل في الساعة، أما الطاقة التي تحتاجها هذه المباني المعلقة على هذه الصخور الفضائية من كهرباء، فستعتمد كليا على الطاقة الشمسية، فهذه الأجرام ستكون معرضة على مدار الساعة لضوء الشمس. "ترجمة النشرة"