"أُسقط" ​جسر جل الديب​ الحديدي بغياب مشروع واضح للبديل، وبدأت رحلة المشاريع والعقبات والاعتصامات، ولكن يبدو أن "الخبر السار" لأهالي تلك المنطقة لم يعد بعيدا، فالحل اتخذ والتنفيذ في القادم القريب من الأيام. قبل الغوص في تفاصيل الحل، نعود الى الماضي قليلا، فالبديل الأول لهذا الجسر كان عبارة عن مدخل ومخرج لمنطقة جل الديب والساحل كناية عن "L2"، وتم يومها التلزيم الى إحدى الشركات بمبلغ 9 مليون دولار، ولكن العمل لم ينطلق بعد أن أوقفته عراقيل عدّة وتحركات رسميّة وشعبية. بعد هذا المشروع توالت الاقتراحات "الفاشلة"، فاقترح أحدهم إنشاء نفق، ومن ثم تم بحث اقتراح جسر على شكل "U2"، ولكن حتى اليوم ما زالت "جل الديب" من دون "جسرها".

وفي هذا السياق تكشف مصادر مطلعة لـ"النشرة" أن "حل" إنشاء جسر جل الديب بات قريبا، ومن المتوقع أن يرد الموضوع على جدول أعمال مجلس الوزراء خلال 15 يوما، والحل يقضي برصد الاعتمادات لثلاث مشاريع انمائية ل​منطقة المتن​، الاول يقضي بإنشاء مدخل ومخرج لمنطقة جل الديب على شكل "L2"، والثاني جسرا (صعودا ونزولا) تحت ساحة أنطلياس بحيث يصبح المتجه نحو بكفيا قادرا على سلوك الجسر الجديد دون الحاجة للتوقف على اشارة ​انطلياس​، والثالث هو مشروع "طريق" النقاش الرابية الذي توقف منذ فترة وسيعود للتنفيذ بعد إدخال تعديلات عليه. وتكشف المصادر أن كلفة المشاريع الثلاث لن تتجاوز الـ 72 مليون دولار وهي كلفة جسر "U2"، الذي كان مقترحا في وقت من الاوقات لجل الديب.

بالعودة الى جسر جل الديب، فتشير المصادر الى أن اعتماد شكل "L2"، جاء بعد الحديث عن تحويل منطقة جل الديب "تحت سكة الحديد" الى منطقة سياحية، وبالتالي فإن هذا الجسر سيكون الحل الأنسب للتواصل بين منطقة "تحت سكة الحديد" والمنطقة فوقها، مشيرة الى أن كلفة هذا المشروع أيضا تعتبر قليلة جدا مقارنة مع كلفة مشاريع اخرى تم اقتراحها لأهداف شخصية. وعن التحركات التي رافقت قضية جسر الديب بالسابق، تقول المصادر بأن أغلب الذين تظاهروا واعتصموا، تحركوا بفعل اهداف شخصية، كاشفة أن أحد المتمولين الكبار في المنطقة "شجّع" على الاعتراض بالسابق فقط لكي لا "يرى جسرا مواجها للمكان الذي يشرب فيه قهوته الصباحية". بعد هذه التطورات الايجابية في قضية جسر الديب، تكشف مصادر خاصة لـ"النشرة" أن خلاف بلديتي جل الديب وانطلياس على شكل الجسر لا يزال قائما، فالأولى تؤيّد حل جسر "L2"، بينما تناصر بلدية انطلياس حل جسر "U2"، لأن الاول بحسب رئيسها ​إيلي أبو جودة​ لا يؤدي الغرض منه بل على العكس يزيد من زحمة السير لانه غير سليم هندسيا.

ويضيف أبو جودة في حديث لـ"النشرة": "يكفي جسورا لمنطقة أنطلياس وبنظرنا ستكون نتيجته مشابهة لجسر نهر الموت وسيؤدي الى زحمة سير"، لافتا النظر الى أن الموقف النهائي سيصدر عن البلدية عندما يصبح الأمر رسميا. مع استمرار الخلاف حول شكل الجسر والحديث عن اقتراب الاعلان الرسمي عنه، يُطرح سؤالا مهما، فهل تكون الأيام القادمة كفيلة بحل كل الخلافات وانطلاق العمل بالمشاريع الثلاث أم أن الخلافات ستحرم حوالي نصف مليون مواطن من جسر يسهل عليهم حياتهم اليومية؟.