لا يشبه لبنان بإنتظام حياته السياسية والاجتماعية وبطريقة عيش المواطنين فيه أي بلد آخر... إنه لبنان الغني بتنوّعه والمتميّز بالعيش المشترك بين أبناء الطوائف فيه. من هذا اللبنان خرج عباقرة ومفكرون وأشخاص بارزون تركوا بصمة مميّزة في مسيرة حياتهم المهنية سمحت لهم برفع إسم لبنان عالياً حتى وصل الى العالمية.

بعض من هذه الأسماء جُمعت في كتاب "مئة شخصية نافذة في العالم" الصادر عن احدى الشركات والذي فنّد أبرز إنجازات هؤلاء الأشخاص خلال مسيرتهم المهنية، ومنهم طبيب القلب العالمي فيليب سالم، إيفون عبد الباقي، السياسي والمحامي رالف نادر، المصمّمان إيلي صعب وريم عكرا، المنتج الموسيقي إميليو إسطفان، السيناتور جورج ميتشيل، الكابتن رلى حطيط، رئيس مجلس ادارة ليو بورنيت فريد شهاب... وغيرهم من المبدعين في حقول مختلفة في العالم. واللافت أيضاً ما يتضمنه هذا الكتاب لناحية شموله سيدات مبدعات في العالم فوصل عددهن الى حوالي 25 مبدعة ومنهم رلى حطيط وهي أول إمرأة تقود طائرة.

هذا الكتاب الذي ضمّ مئة شخصية مبدعة في العالم من مختلف المجالات السياسية، الاجتماعية، الطبية، الفنية، الثقافية برز فيه ولمرّة من المرّات النادرة البيئة اللبنانية حيث أخذت حصّة وازنة تمثّلت بشخص مدير عام وزارة البيئة برج هاتجيان، الحائز على شهادة الدكتوراه في البيئة وعلم السموم من جامعة نيوكاسل في بريطانيا نقل خبراته العلمية التي تلقاها في الخارج الى بلده لبنان ليترك بصمة مميزّة في حقل البيئة، وأبرز إنجازاته سجّل في العام 2006 إبّان الإعتداء الاسرائيلي على لبنان حيث عمل على معالجة التسرّب النفطي الناجم عن الهجوم الاسرائيلي، والذي أثّر بشكل كبير على البيئة اللبنانية آنذاك، وشارك كذلك في إعداد التقرير الذي أرسل الى الجمعية العامة للأمم المتحدة وبنتيجته أتى قرار الجمعية المعنية بحقوق الإنسان والبيئة في السادس من شباط 2007، والتي طلبت في المبدأ السابع من اعلان المؤتمر من الدول أن تتخذ جميع الخطوات الممكنة لمنع تلوث البحار، وشددت على ضرورة حماية البيئة البحرية والحفاظ عليها وفقا للقانون.

أن القرار جاء على ذكر الكارثة البيئية الناجمة عن قصف القوات الجوية الاسرائيلية في 15 تموز 2006 لخزانات النفط في المنطقة المجاورة مباشرة لمحطة الجيّة الكهربائية في لبنان مما تسبب ببقعة النفط التي غطت كامل الساحل اللبناني.

رغم الصراعات السياسية في لبنان يبقى هذا الوطن وطن الروّاد والمبدعين والمثقفين الذي تركوا بصمة مهمّة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، على أمل أن ينجح هؤلاء وسواهم بإيصال هذا البلد الى شاطئ الأمان، فيكون هذا اللبنان وطناً يتمكّن فيه أبناؤه من العيش بسلام وطمأنينة وبحبوحة، ولا يضطروا في أي يوم من الأيام الى مغادرته سعياً وراء لقمة العيش أو بحثاً عمّا يلبي طموحهم في الخارج!